مدنين (وات)- بقي مخيم الشوشة للاجئين بمعتمدية بن قردان على حاله رغم التطورات الأخيرة على الساحة الليبية وما تبعها من تغير للمشهد بالمنطقة الحدودية برأس الجدير. ولا يزال هذا المخيم الذي تم تركيزه في ظروف طارئة من قبل الجيش الوطني منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة الليبية، منتصبا على بعد 7 كلم من رأس الجدير بخيام تأوي حوالي 3700 لاجئ حاليا من صوماليين واريتريين وسودانيين وغيرهم من الجنسيات التي تنتظر من المنظمات الأممية إعادة توطينهم نظرا لظروف الحرب التي تمر بها بلدانهم. وبالرغم من طول فترة الإقامة يتواصل تأمين كل الحاجيات الأساسية لهؤلاء اللاجئين إلى جانب توفير العناية الصحية والإحاطة النفسية للأسر وللأطفال. كما يحتضن مخيم الشوشة لاجئي المخيم الإماراتي الذي أنهى تدخلاته وخدماته إلى جانب اللاجئين الذين يرفضون العودة إلى ليبيا ويتمسكون بإعادة التوطين مطالبين المنظمات الدولية بالإسراع في إيجاد حل لترحيلهم. ويمثل مطلب ترحيل اللاجئين مشغل جميع الساهرين على هذا المخيم خاصة مع انسحاب عديد الأطراف والمنظمات الدولية من المنطقة مما يجعل المتدخلين الوطنيين وفي مقدمتهم الجيش الوطني أمام وضعية صعبة قد تطول لسنوات. وفي إطار متابعة وضعيات اللاجئين المتواجدين حاليا بمخيم الشوشة أدت يوم الأربعاء ممثلة عن وزارة الخارجية الأمريكية زيارة إلى المخيم اطلعت خلالها على ظروف الإقامة والتدخلات والخدمات المتوفرة للمقيمين به. ويذكر أن هذا المخيم، الذي يسهر الجيش التونسي على حمايته، استقبل عديد المسؤولين الدوليين والشخصيات العالمية الهامة من سياسيين وفنانين ونشطاء في المجتمع المدني لأجل هدف أساسي هو إيجاد حلول لترحيل اللاجئين لاسيما الذين طالت فترة إقامتهم.