تونس (وات)- نظمت وزارة شؤون المرأة صباح يوم الأربعاء بمدينة العلوم بالعاصمة ندوة وطنية حول موضوع "الرعاية الأسرية لكبار السن في ظل التغيرات الديمغرافية والتحولات الاجتماعية" وذلك في اطار الاحتفال باليوم الوطني والعالمي للمسنين الذي يوافق غرة أكتوبر من كل سنة. وتهدف هذه الندوة التي يشارك فيها خبراء وأساتذة في مجال العلوم الاجتماعية وعلم النفس الاجتماعي والأمراض النفسية وعدد من الجمعيات الناشطة في مجال المسنين، إلى تعزيز منظومة رعاية كبار السن داخل البيت وفي المحيط الطبيعي والتفكير في سبل تحسين جودة حياتهم. وتعرض بلعيد أولاد أحمد باحث في العلوم الاجتماعية إلى مسألة الرعاية الأسرية لكبار السن في تونس بين عمق التحولات التي يشهدها المجتمع ومقاصد الشريعة الإسلامية التي تحرص على صون كرامة الإنسان في مختلف مراحل عمره وما تتضمنه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية ترفع من قيمة ومكانة المسن وتدعو إلى العناية به. وفي مداخلة بعنوان "تأثيرات التحولات الاجتماعية في تونس على الرعاية الأسرية لكبار السن" استعرض مصطفى النصراوي أستاذ في علم النفس أبرز التحولات الاجتماعية العميقة التي أثرت على ظروف رعاية الأسرة للمسن والتي تتمثل بالخصوص في تقلص دور الأبناء في الرعاية المادية لآبائهم وارتفاع دخل المسن فضلا عن خروج المرأة للعمل وتطور نسبة التغطية الاجتماعية لتشمل 80 بالمائة من المجتمع. كما طرحت ريم رفرافي أستاذة مختصة في الأمراض النفسية في مداخلتها حول "الرعاية الأسرية لكبار السن: فوائد مشتركة وحلول شاملة" مسألة تزايد عدد المسنين في تونس الذي سيتضاعف خلال العشرية القادمة وما سيطرحه ذلك من إشكاليات اجتماعية واقتصادية مبرزة في هذا الصدد أهمية دور المسن في مجتمع اليوم سواء بالنسبة للأبناء أو الأحفاد. وتضمن برنامج الندوة مداخلات أخرى حول دور الدولة في دعم الرعاية الأسرية للمسنين ومساهمة مهن الجوار في معاضدة الأسرة في رعاية مسنيها إلى جانب عرض تجارب بعض الجمعيات الناشطة في هذا المجال. وكانت وزيرة شؤون المرأة ليليا العبيدي قد تولت لدى إشرافها على افتتاح هذه الندوة، تكريم ثلة من الإطارات الطبية وشبه الطبية المهتمة بالمسنين والعاملة بمركز المسنين بمنوبة.