قصر المؤتمرات (وات)- أجمع عدد من الملاحظين المتابعين لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس يوم الأحد على أن الاقبال المكثف للتونسيين على مكاتب الاقتراع لم يكن متوقعا بالمرة وأن سير هذه العملية الانتخابية طيب اجمالا مقارنة بالمعايير الدولية في المجال. وقد "أظهر التونسيون اليوم في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي تشوقا كبيرا لمعانقة الحرية والديمقراطية من خلال الاقبال المنقطع النظير واللا متوقع على التصويت" ذلك ما أكده قاسم العبودي رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية العراقية للانتخابات. وأكد قاسم العبودي في تصريح لوات أن وفد الملاحظين العراقي الذي قدم الى تونس "للشهادة على هذا العرس الانتخابي الكبير الذي سيحول وجهة تونس الى الديمقراطية" كان انطباعه جيدا عموما حول عملية الاقتراع بعد التحول الى عدد من المكاتب ببعض الجهات ولكن الدهشة كانت أكبر أمام تدفق التونسيين على صناديق الاقتراع رغم حرارة الطقس وطول طوابير الانتظار. وفي رده على سؤال حول المشهد السياسي بتونس بعد 23 أكتوبر قال العبودي أنه "رغم الظروف الانتقالية التي تعيشها تونس وما تثيره هذه الحالة من تخوفات حول مال عملية الانتقال الديمقراطي الا أن الارادة التونسية كانت واضحة في التطلع الى الأفضل والى بناء حياة سياسية تقطع مع عقود من الاستبداد والفساد". ومن جهة أخرى لاحظ ضياء الدين مورو رئيس جمعية المحامين الشبان والناطق الرسمي باسم مرصد "شاهد" ان العملية الانتخابية فاقت كل التوقعات من حيث عدد المقترعين ونسبة الاقبال. واضاف انه قد تم تسجيل العديد من المخالفات في بعض مكاتب ومراكز الاقتراع في مختلف الولايات تعلقت اساسا بتواصل الاكتظاظ واستمرار عدم تمكن العديد من المواطنين من التصويت بسبب غياب اسمائهم من القائمات الانتخابية. أما الصعوبات الاخرى فتتعلق بعدم تطابق المعطيات الواردة في الارساليات القصيرة المجانية بخصوص العدد الرتبي بالقائمات الانتخابية مع المعطيات المسجلة ببطاقات التعريف الوطنية. ورأى طالب عوض، عضو بالفريق العربي لمراقبة الانتخابات ورئيس مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات في تصريح لوات، أن المشاركة الواسعة للتونسيين في عملية التصويت فاقت كل التكهنات وهو ما يعكس التزام المواطن التونسي بانجاح المسار الديمقراطي. وبخصوص ملاحظاته حول اليوم الانتخابي أشار طالب عوض الى أن الاقبال المكثف للمواطنين خلق اشكالا تمثل في طول مدة الانتظار وهو ماانعكس على نفسية الناخبين الذين تمسكوا بممارسة حقهم الانتخابي متحدين كافة العوائق. وقال "كان بالامكان تلافي هذا الاخلالات من خلال تكثيف المراكز" ملاحظا في ذات الوقت البطء في اداء بعض اللجان بمكاتب الاقتراع نظرا لنقص التكوين وجهل البعض من الناخبين لطريقة الاقتراع ومكانها.