سوسة (وات) - احتضن فضاء دار الشرع بمدينة سوسة العتيقة يومي 1 و2 نوفمبر الجاري فعاليات ندوة دولية حول التراث والسياحة والتنمية تندرج في إطار البرنامج الاورومتوسطي "منتدى" المهتم بإحياء وتوظيف التراث التقليدي بمدينتي سوسة والقيروان. وجمعت هذه الندوة باحثين وأكاديميين دوليين وممثلين عن بلدية سوسة وجامعة سوسة وجمعية صيانة المدينة الذين تناولوا عدة مسائل تتصل بتنمية المواقع التراثية وجعلها مصدر إشعاع سياحي واقتصادي مستديم إلى جانب التعريف بأهمية هذا المخزون التاريخي الثري وآفاق توظيفه في التنمية المحلية والترويج له كمنتوج سياحي. وتضمن هذا اللقاء الدولي ورشات أشرف عليها خبراء دوليون من اليونسكو والبنك الدولي وتطرقت إلى علاقة التراث بالسياحة وبالجمعيات المحلية وباقتصاد التراث. تجدر الإشارة إلى أن مشروع "منتدى" يحظى بتمويل الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج التراث الأوروبي المتوسطي للتراث بميزانية قدرها 1.5 مليون يورو. وينجز هذا البرنامج على مدى ثلاث سنوات في كل من الجزائر والمغرب وتونس (سوسة والقيروان) وهو يهدف إلى تثمين التراث المعماري التقليدي والترويج له كمنتوج سياحي وكذلك إبراز قيمة الموروث اللامادي بهذه البلدان الثلاثة. يذكر أن مدينة سوسة العتيقة تزخر بعديد المعالم مثل الجامع الكبير الذي بناه الأمير أبو العباس محمد سنة 851 م وهو عبارة عن شكل رباعي الأضلاع إضافة إلى عديد الجوامع العريقة مثل جامع سيدي علي عمار الذي يعود على الأرجح إلى القرن العاشر ميلادي إلى جانب الرباط الذي بني نهاية القرن الأول الهجري وكان يستخدم لأغراض دينية وعسكرية في ذات الوقت.