أخبار تونس – تشكل المدينة العتيقة بكل من سوسةوالقيروان قيمة حضارية ومعمارية هامة جعلتهما يسجّلان ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي وفي هذا السياق يتم انجاز المشروع الأورومتوسطي ” منتدى” الرامي إلى النهوض بالهندسة المعمارية التقليدية المتوسطية بعدة مدن في منطقة المغرب العربي منها مدينتي سوسةوالقيروان. والجدير بالذكر أن المشروع الأورومتوسطي يهدف أيضا إلى تثمين التراث التقليدي وتنشيطه والتعريف به وإدماجه لدى النخب والمواطنين كعامل مهم للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتشارك في المشروع خمس دول فرنسا، وإسبانيا، والجزائر، والمغرب، وتونس. وتقدر التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بقرابة 3.2 مليون دينار تونسي (نحو 1.8 مليون أورو) 80% من المبلغ تمويل أوروبي، والبقية ستتكفل بها الحكومة الإسبانية وستحصل تونس على مبلغ 400 ألف دينار تونسي توزع مناصفة بين مدينة القيروان ومدينة سوسة الواقعة على الساحل الشرقي لتونس، وسيمتد المشروع على ثلاث سنوات من مارس 2009 ويتواصل إلى موفى فيفري 2012، وتنفذ المشروع جمعية “صيانة المدينة”بالقيروانوسوسة. ويشار إلى أن المشروع يتضمن ندوات وملتقيات حول صيانة المدينة، إلى جانب بعث منتديات وتنظيم فضاءات حوار من أجل ترسيخ ثقافة حب التراث في المجتمع وسيتولى الفريق الدولي لخبراء المتوسط تأمين البعد العلمي للمشروع وتعميق الرؤية نحو مفهوم الهندسة المعمارية التقليدية. وفي هذا الإطار احتضنت مؤخرا دار الشرع بالمدينة العتيقة بسوسة لقاء لتشخيص الوضع وتقديم اقتراحات لصيانة التراث المعماري التقليدي المهدد في المدينة العتيقة بسوسة وتثمينه وشارك في هذا اللقاء ممثلة عن الاتحاد الأوروبي وباحثون بالمعهد الوطني للتراث وبوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وبقسم اقتصاد السياحة بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بهذه المدينة وممثلون عن بلدية سوسة والمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث والمندوبية الجهوية للسياحة وجمعية الآثار وجمعية البحوث والدراسات في ذاكرة سوسة وجمعية الاتحاد الثقافي بسوسة فضلا عن ثلة من المثقفين. وشدد المشاركون في هذا اللقاء على ضرورة وضع إستراتيجية للنهوض بالتراث المعماري في المدينة العتيقة بسوسة تتمثل في ترميم المنازل المتداعية للسقوط مع احترام الطابع المعماري لهذه المدينة والمحافظة على المنازل التقليدية واستغلالها الاستغلال الثقافي الأمثل تحت إشراف الدولة ووضع مثال توجيهى لهذه المدينة وإنارتها والحرص على نظافتها و إحداث نهج نموذجي لحرفيين بها ومسلك سياحي لفائدة التلاميذ. واقترحوا تنظيم تظاهرات ثقافية داخل المدينة العتيقة لتقريب التراث المعماري من المواطنين وأنشطة في المؤسسات التربوية وفى مؤسسات الطفولة لتحسيس الأطفال والتلاميذ بأهمية المحافظة على هذا المكسب الحضاري و التاريخي.