تونس (وات) - لم يترك المخرج التونسي محمد الزرن الفرصة تمر بل حمل عدسته صباح يوم الثلاثاء 22 نوفمبر واتجه نحو قصر باردو لتصوير لحظات تاريخية عاشها الشعب التونسي ابان انعقاد اول جلسة عامة للمجلس الوطني التاسيسي. كنت ترى هذا المخرج المغرم بالسينما التوثيقية يتنقل من مكان الى اخر يختار افضل الزوايا الممكنة لتصوير مشاهد تاريخية. بدأ بتصوير الجموع الغفيرة التي تجمهرت أمام قصر باردو ليدخل قاعة الجلسة وينقل ويوثق تسلسل احداث انعقاد اول جلسة افتتاحية تاريخية لاول مجلس وطني تاسيسي انتخبه يوم 23 اكتوبر 2011 الشعب التونسي بكل حرية وتلقائية. اتجهنا نحوه وسألناه "هل انت بصدد اعداد فيلم وثائقي حول المجلس التاسيسي" فأجاب "لا اني أصور المشاهد الأخيرة لفيلم "ديغاج" او"ارحل" هذا الفيلم الوثائقي الذي شرعت في تصويره منذ اندلاع ثورة 14 جانفي المجيدة وها أنا اليوم أنقل بعدستي اولى ثمارات هذه الثورة ". وأخذ محمد زرن يحدثنا عن هذا الفيلم الحدث قائلا" هذا الفيلم واكب مختلف مجريات ثورة الكرامة والحرية وهو بالنسبة الي رد اعتبار للشعب التونسي ولابنائه ممن ناضلوا من اجل لقمة العيش وحاولوا بوسائلهم البسيطة والمتواضعة القضاء على حالة الفقر والتهميش التي يرزخون تحتها فهو تحية لابناء سيدي بوزيد والقصرين وتالة والرقاب وغيرها من الجهات التونسية المحرومة، هذه الجهات التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي ." وأضاف " أنا أعتبر أن يوم 17 ديسمبر 2010 يوم أحرق محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على الظلم والقهر هو ذكرى اندلاع الثورة التونسية ومن هذا المنطلق سيكون أول عرض لفيلمي يوم 17 ديسمبر 2011 بسيدي بوزيد هذه المدينة الرمز تكريما مني لسكانها ولسكان الجنوب عامة الذين أهدوا دماء أبنائهم لتونس ولشعبها ليعيش اليوم هذه اللحظات التاريخية التي ترسم ملامح الجمهورية الثانية جمهورية الحرية والديمقراطية". "ديغاج" هو فيلم وثائقي طويل آخر افلام المخرج محمد الزرن ينقل بالصوت والصورة أحداثا عاشتها تونس ويقدم صورة عن أبناء تونس وبناتها شيبها وشبابها هؤلاء الذين تصدوا لكل اشكال الظلم والقمع والتهميش وقالوا بصوت واحد" ديغاج" للدكتاتورية و"مرحبا" بالديمقراطية في ربوع تونس الخضراء.