صفاقس (وات) -افتتحت التظاهرة الثقافية الجديدة "الوجه الآخر" التي أطلقتها المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس للاحتفاء بالمثقفين والمبدعين عبر الكشف عن وجوه إبداعية لهم غير الأوجه المألوفة بحلقة أقيمت أمس بفضاء المركز الثقافي محمد الجموسي تم خلالها سبر شخصية محمد القبي الكاتب والأديب والشاعر. وفي افتتاح هذا المنبر الذي حضره عدد من رواد الفكر بصفاقس قال محمد القبي المعروف لدى أوساط المثقفين والإعلاميين بصفته الصحفية /... أنا لا أؤمن بالتصنيف، أنا أؤمن بالإبداع ولا تهمٌني التصنيفات... ولا أدٌعي أنٌي شاعر... المهمٌ أن تخرج كلماتي من جذور القلب لتستقرٌ في أعماقه، وتثير جدلا، بل تحدث زوبعة تتواصل لتهزٌ الكيان والوجدان/. وكان الأستاذ والباحث نزار شقرون الذي تابع مسيرة محمد القبي الصحفي والأديب والشاعر منذ ثلاثة عقود استعرض أوجها مختلفة من إسهامات القبي في مجالات الكتابة القصصية والشعرية منها ما نشر ومنها وما لم ينشر. كما تطرق انطلاقا من الوجه الآخر لتجربة المحتفى به في بعض ألوان الإبداع الأدبي إلى خصال اختص بها لعل أبرزها ما عبر عنه ب/إتقان نسج الحديث والتوسع في الكلام وحب الكتابة/ مستخلصا ذلك من شواهد لنصوص كتبها القبي في الشعر والأقصوصة والخاطرة على غرار /جرأة/ و/أحوال/ و/شاردة/ و/لسعة/ و/أجراس الليل/ و/صدمة/ و/أنين/ و/قطر الندى/ وغيرها. وابرز المشاركون في حصة النقاش التي تلت افتتاح التظاهرة تداخل الأوجه الصحفية والأدبية للمبدع وتأثير خصاله الإبداعية على كتاباته الصحفية من ذلك حسن امتلاكه للغتين العربية والفرنسية وتمسكه بقيم الحرية والتواضع والموضوعية. ويذكر أن محمد القبي الذي عمل بمؤسسة دار الصباح منذ نحو ثلاثة عقود بالتوازي مع مهنته كمربي اشتغل بالإعلام الإذاعي بإذاعة صفاقس وكانت له إسهامات في المنابر الأدبية على المستوى العربي وكتابات تتسم بالمشاكسة والجرأة في مواضيع الثقافة والإبداع والدفاع على قضايا البيئة في صفاقس.