صفاقس 15 ديسمبر 2010 (وات)- في إطار الاحتفال الوطني هذا العام بمائوية الفنان محمد الجموسي، صدر مؤلف جديد بعنوان "محمد الجموسي : من الذاكرة الحية للموسيقى التونسية المعاصرة" للدكتور الأسعد الزواري وتم تقديمه وتوقيعه مؤخرا بمدينة صفاقس. ويهدف هذا الإصدار العلمي إلى تعميق النظر في الرصيد الموسيقي لهذا الفنان باعتباره منارة من منارات الحقل الموسيقي التونسي وجزءا من الذاكرة الحية لثقافتنا المعاصرة التي ساهمت في إثرائها تجربة الفنان الراحل كمطرب وملحن وعازف وشاعر ومنتج لبرامج إذاعية. كما يبرز هذا الكتاب مميزات التجربة الموسيقية للفنان "محمد الجموسي"، هذه التجربة التي نهلت من عدة ثقافات متوسطيٌة انطلاقا من تونس ثم المغرب والجزائر ومصر وفرنسا وأفرزت إنتاجا موسيقيٌا تونسيٌا يعجٌ بنفائس من ثقافات متوسطيٌة متنوعة ساهمت في إثراء المخزون الموسيقي التونسي وطبعته بطابع خاص لما اشتملت عليه من خصوصيات وتوجهات ورؤى حديثة للفنان الراحل. وقد انطلق مؤلف هذا الكتاب بالتأكيد، أنه لا يمكن تصنيف موسيقى "محمد الجموسي" ضمن نمط المالوف التونسي بل إنها حصيلة تجربة ذاتية تجمع بين أنماط مختلفة وثقافات متباعدة، ليبرز في الأخير مدى نجاح الجموسي في التعبير عن محيطه وفكره وفلسفته من خلال الأغنية بكل مكوناتها من شعر ولحن وإيقاع ومقامات، إضافة إلى إبراز خصوصيات التلحين والخيارات التعبيرية العامة التي اعتمدها "الجموسي" في مسيرته الإبداعية. وقد تميز حفل تقديم الكتاب الجديد للاسعد الزواري الذي أقيم بالمركب الثقافي محمد الجموسي ببادرة من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث وجمعية قدماء المعهد العالي للموسيقى بصفاقس بحضور عديد المختصين في مجال الموسيقى من أساتذة وطلبة وفنانين الى جانب ثلة من المثقفين والمولعين بفن الجموسي.