باردو (وات) - تباينت ردود الفعل تجاه بيان الحكومة الذي قدمه رئيس الحكومة المكلف حمادي الجبالي ،الخميس، أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وتجاه التشكيلة الحكومية بين مؤيد ومنتقد. فقد أفاد عضو المجلس التأسيسي عن القطب الديمقراطي الحداثي فاضل موسى أن النقاط الواردة في البرنامج تحظى بتوافق داخل المجلس على غرار النقاط المتعلقة بالشهداء والجرحى والتشغيل والشباب والمناطق المهمشة والسبل الكفيلة بإيجاد الحلول اللازمة للوضع الاقتصادي المتردي ،مستدركا أن التطرق لهذه المسائل كان دون تحديد أهداف واضحة للفترة المقبلة التي لا تحتاج لإصلاحات جذرية بقدر حاجتها لإجراءات عاجلة. وصرح أن البيان أتى في شكل بيان انتخابي أو إعلان نوايا حسنة ،مؤكدا أنه في انتظار إجابات وتوضيحات من قبل رئيس الحكومة المكلف والتي ستكون المحدد في اعطاء الثقة لهذه الحكومة من عدمها. وعاب على التشكيلة الحكومية حجمها الكبير وعدم تكييف الحقائب الوزارية على أساس الأهداف المدرجة في البرنامج ،مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن تكون مقتصرة على الوظائف الأساسية لا أن تعطي الانطباع بتوزيع الحقائب على أساس محاصصة ائتلافية. ومن جهته أفاد عضو المجلس التأسيسي عن قائمة الجبهة الشعبية التونسية المستقلة فؤاد ثامر أن البرنامج كان عاما جدا ولم تدرج به أرقام واضحة ،مبينا أنه لم يتطرق لمشكل البيئة التي تعاني منه عديد المناطق بالبلاد. أما بخصوص أعضاء الحكومة فقد اعتبر تبرير إحدى عضوات حزب النهضة بأنه تم إسناد الوزارات على أساس النضال أمر لا يستقيم مطالبا بتمكين 10 ملايين تونسي من حقائب وزارية باعتبار نضالهم ضد استبداد النظام السابق. كما دعا إلى فصل وزارة الشباب عن الرياضة لأن مشاغل هذه الفئة لا تتعلق فقط بالرياضة. في مقابل ذلك رد عضو المجلس التأسيسي عن حزب حركة النهضة ورئيس لجنة النظام الداخلي عامر العريض أن برنامج الحكومة كان جد واضح لكنه لم يكن تفصيليا مبررا ذلك بأنه "بيان عام للحكومة" وهو ما لا يتطلب تفاصيل أو احصاءات دقيقة لمناقشتها لأن ذلك شأن من شؤون الميزانية التي ستتم مناقشتها في وقت لاحق. واعتبر أن بيان الحكومة احتوى رسالة تطمين واضحة على غرار أولوية التشغيل وضمان حقوق الإنسان ودعم المبدعين وبناء علاقات خارجية. وأكد أن اختيار وزير الخارجية لم يتم على أساس المصاهرة بل فقط على أساس الكفاءة والنضالية ونظافة اليد ،معتبرا أن هذه الحكومة هي حكومة سياسية وحكومة تكنوقراط في ذات الوقت. كما دافعت عضو المجلس التأسيسي عن حزب التكتل من أجل العمل والحريات فاطمة الغربي عن البرنامج المقدم معتبرة إياه شاملا لجميع المشاكل التي تعيشها البلاد غير أنها عابت عليه تجاهله لبعض النقاط على غرار مواضيع البيئة والسياحة والتشغيل في القطاع الخاص. ولاحظت أن نقد المعارضة لبرنامج الحكومة يعد موضوعيا ومن شأنه تمكين الائتلاف من استدراك النقائص الواردة فيه.