باردو (وات) - تركزت المحادثة التي جرت صباح الجمعة بين السيدين مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التاسيسي وجوليو تارتسي دي سانت أغاتا وزير الخارجية الإيطالي على بناء علاقات مستقبلية متوازنة في إطار شراكة مربحة للطرفين وتوسيع جسور التواصل بين ضفتي المتوسط على أساس قيم حضارية مشتركة. وبين رئيس المجلس التأسيسي لضيفه الإيطالي حجم الانتظارات المرتقبة للشعب التونسي لتحقيق تنمية عادلة وشاملة من قبل المؤسسات الانتقالية المنتخبة في هذه الفترة التأسيسية والتي "لا يمكن لها أن تكون فاعلة ونافذة إلا بدعم أصدقاء تونس الذين كانوا في الموعد لمساندة شبابها في ثورته ضد القمع والاستبداد"، مؤكدا ضرورة توظيف الخبرة الايطالية التي لها تقاليد عريقة في الممارسة الديمقراطية لمعاضدة جهود تونس في مسارها الانتقالي التأسيسي. وقد أثار خلال هذا اللقاء العديد من المسائل التي تهم تفعيل العلاقات التونسية الإيطالية وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية مثل قضايا التشغيل والهجرة والتوازن الجهوي ودفع السوق السياحية، مقترحا وضع برنامج يمكن من لامركزية المبادلات الاقتصادية بين الجهات الايطالية من جهة والجهات التونسية المحرومة من جهة ثانية، من خلال مشاريع تكون لها قدرة تشغيلية عالية للمساهمة في الحد من ظاهرة تفاقم البطالة وتوظيف الخبرة الإيطالية في تقليص التفاوت الجهوي. كما دعا رئيس المجلس التأسيسي إلى إرساء برنامج استراتيجي ثلاثي بين تونس وليبيا وإيطاليا، بشكل يمكن تونس من المساهمة في إعادة إعمار ليبيا، مشددا على أهمية العمل على تحقيق حلم مغرب عربي كبير يؤسس لعلاقات شراكة متينة مع الاتحاد الأوروبي ترتقي بالفضاء المتوسطي باعتباره الفضاء الطبيعي لدول المنطقة. كما استعرض مصطفى بن جعفر الخطوات التي تم قطعها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ تونس، مبينا دور الحكومة المنتخبة في التأسيس لمناخ جديد من علاقات الشراكة المتينة مع دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على شفافية المعاملات وتحقق تنمية أشمل في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة. من جانبه أكد وزير الخارجية الإيطالي دعم بلاده اللامشروط لتونس "في ظل علاقات جديدة مع حكومة تونسية منتخبة"، مؤكدا الاستعداد التام لتوظيف خبرة المؤسسات الإيطالية في "دفع مسار الانتقال الديمقراطي في تونس ومزيد تفعيل التبادل التجاري بين البلدين ودعم المؤسسات الاقتصادية الإيطالية المستثمرة في تونس والتي ما تزال تفضل الوجهة التونسية".