تونس (وات)- نماذج من اقلام ادبية عربية كتبت ضد الاستبداد ودونت ايام التحرير ورحلة الثوار في تمردهم على الطغيان ، ذلك ما تضمنته الندوة الدولية التي تحتضن فعالياتها دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة الاربعاء 18 والخميس 19 جانفي الجاري تحت عنوان "الربيع العربي بعيون الروائيين". ولدى افتتاحه لهذه الندوة بين مهدي مبروك وزير الثقافة ان الربيع العربي فتح ابوابا جديدة للتعبير الروائي لما تمثله الثورات من مصدر متجدد للالهام الروائي وتحفيز الاخيلة "التي ران عليها الخوف واليأس وانقطاع الرجاء من العبارة حتى صار الصمت عذرا اخيرا امام الموت وبيع الذمة". واوضح في نفس السياق ان الدكتاتورية خربت الخيال وأفقدت الأدب عامة والرواية خاصة احتمالات الامل فخرج الروائيون كغيرهم من المثقفين من موقع المثقف العضوي الذي يقرأ المستقبل الى روح متشائمة في الادب ملاحظا ان الربيع العربي قادر على اطلاق موجة جديدة من الأمل في القول وفي القراءة "لأن أفضل علاج للكآبة هي بدء الاعتماد على العلاج الذاتي ربما بالتوقف عن توهم جروح داخلية غير قابلة للبرء". ومن جهته قدم الكاتب والجامعي الجزائري واسيني الأعرج شهادة حول عمله الادبي "جملكية آرابيا" التي تطرق فيها الى عوالم الاستبداد الشرقي من خلال مقاربته لصورة الديكتاتور العربي في شتى صوره وتمظهراته في اسلوب روائي راق يتنفس من مناخات ألف ليلة وليلة مذكرا بأعمال غابريل غارسيا ماركيز واستورياس وماريو فارغاس يوسا في كتاباتهم حول صورة الديكتاتور في امريكا اللاتينية. وتحدث الكاتب التونسي سمير ساسي صاحب رواية "برج الرومي" عن تجربته الادبية في المنحى الثوري التي بوبها في روايته الكاشفة عن فظائع التعذيب والتنكيل في سجون تونس في عهد النظام البائد. كما قدم المشاركون في اليوم الاول للندوة شهاداتهم على غرار شهادة الصحفي والكاتب كمال الرياحي عبر روايته "الغوريلا" والجامعي الايطالي فرانشيسكو ليجو من خلال قراءة تحليلية للواقع الثوري ب"عين الاخر القريب" . ويتضمن اليوم الثاني لاشغال الندوة مداخلات لكل من الروائي المصري ابراهيم عبد المجيد والكاتب الليبي محمد الاصفر والروائي التونسي كمال الزغباني.