تونس 11 جانفي 2010 (من مبعوث وات الخاص جمال خضري) يسعى المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم الى التعويض عن خيبة الخروج من تصفيات مونديال 2010 واستعادة الصفوف الامامية في كرة القدم القارية والظهور بمستوى مشرف في أبرز تظاهرة رياضية في إفريقيا عندما يشارك في نهائيات كاس الامم الافريقية في انغولا. وسيكون المنتخب التونسي الذي يخوض المغامرة الافريقية للمرة التاسعة على التوالي تحت اشراف مدربه الجديد فوزي البنزرتي امام تحدي إثبات الذات في مجموعة قوية تضم منتخبات الكامرون والغابون وزامبيا. وبعد خروجه من تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010 في الجولة الأخيرة بعد ان كان قاب قوسين او ادني من العبور الى المونديال يجدد المنتخب التونسي رهاناته في التظاهرة القارية. ولإنجاح هذه التجربة اختار المدرب البنزرتي الذى عوض البرتغالي / امبيرتو كويلهو/ مجموعة من اللاعبين يعتبرها الافضل في هذه المرحلة والاكثر استعدادا من الناحيتين الفنية والبدنية والاكثر انتظاما في مشاركاتها مع فرقها سواء في تونس او خارجها والاقدر على تمثيل كرة القدم التونسية في العرس القاري. كما اختار فوزى البنزرتي الذى سبق له التتويج قاريا مع فرق تونسية في مسابقات الاندية دعوة عدد من اللاعبين الشبان لتعزيز صفوف المنتخب على غرار يوسف المساكني واحمد العكايشي. وبحثا عن توازن الفريق احتفظ البنزرتي بستة لاعبين محترفين سبق لهم اللعب ضمن المنتخب على غرار شوقي بن سعادة / نادى نيس الفرنسي / وحسين الراقد / سلافيا براغ التشيكي/ وامين الشرميطي / اتحاد جدة/ ورضوان الفالحي / مونيخ 1860/ وكريم حقي / هانوفر الالماني/ وعصام جمعة / لانس الفرنسي/ ويبدو هذا السداسي مرشحا للعب في التشكيلة الاساسية. واستعدادا لهذا الموعد القارى الهام تواصلت تحضيرات المنتخب خلال مرحلتين حيث أجرى تربصا في مدينة سوسة من 21 الى 28 ديسمبر المنقضي بمشاركة لاعبين منتمين الى الفرق التونسية قبل ان يلتحق بهم المحترفون خارج تونس. وخصصت هذه المرحلة الاولى لمزيد العناية بالناحية البدنية فضلا عن حصص تدريبية يومية اخضع خلالهاالاطار الفني لاعبي المنتخب الى تدريبات خصوصية بإحدى مرتفعات مدينة المنستير وذلك قبل ان يتحول المنتخب الى ابو ظبي حيث خاض مرحلة تحضيرية ثانية تركزت بالخصوص على النواحي الفنية والتكتيتكية. وكان المنتخب التونسي اجرى يوم السبت مباراة ودية مع نظيره الغامبي انهزم فيها بنتيجة 1/2 ورغم الهزيمة فان الاطار الفني وقف على حقيقة استعدادات اللاعبين الموهلين للعب كاساسيين بما سيساعده على ان يرى باكثر وضوح فيما يتعلق باختيار التشكيلة الاساسية واعتماد الخيار التكتيكي المناسب في مباراة يوم الاربعاء مع منتخب زامبيا عندما يفتتح مشاركته في النهائيات الافريقية. وستكون تلك المباراة بمثابة مفتاح النهائيات من اجل دخول ال/كان / بمعنويات افضل. وبعد آخر ظهور مشرف للمنتخب الزامبي في نهائيات كاس امم افريقيا 1994 في تونس عندما بلغ الدور النهائي وخسر مباراته امام منتخب نيجيريا بقيادة نجمه ومدربه السابق ورئيس الجامعة الزامبية حاليا كالوتشا بواليا لم يعرف المنتخب الزامبي بعد ذلك مشاركات متميزة وقد خرج من تصفيات المونديال في نسخته الحالية. ويبدو المنتخب الزامبي الأقل حظ في المجموعة الرابعة لكن ذلك لن يثنيه عن الدفاع عن حظوظه في مجموعة تبدو متوازنة عموما. وتعددت المقابلات بين منتخبي تونس وزامبيا ضمن اطار ودي او رسمي. وكان أبرزها المقابلة التي جمعت بين منتخبي البلدين في نهائيات كاس امم افريقيا 1996 حيث فاز المنتخب التونسي على نظيره الزامبي بنتيجة 3-1 وكان يومها سامي الطرابلسي مساعد المدرب الوطني الحالي ضمن محور دفاع المنتخب. وفي اطار تحضيراته للمرحلة النهائية لكاس امم افريقيا تعادل المنتخب الزامبي مع نظيره النيجيرى صفر/صفر يوم الخميس الماضي في مدينة دوربان بجنوب افريقيا دون حضور الجمهور. كما فاز منتخب زامبيا على منتخب كوريا الجنوبية 4-2 في مباراة ودية تحضيرية اخيرة اول امس السبت برستونبورغ /جنوب افريقيا/ وسجل اهدافه كل من فيليكس كاتونغو وراينفورد كالابا وجيمس شامانغا ونوا شيفوتا. ويعول المدرب الفرنسي للمنتخب الزامبي هارفي رونار كثيرا على ثلاثي الهجوم جايمس شامنغا وجاكوب مولينغا وكاتونغو. ونظرا لاهمية المباراة الاولى في سباق التصفيات فان المنتخب التونسي حامل لقب 2004 سيكون مدعوا للحذر وخوض هذه المباراة بكل ثقة في النفس من اجل تجاوز العقبة الاولى في الدور الاول وتعزيز حظوظه في التاهل الى الدور الثاني. ويجرى المنتخب التونسي مباراته الثانية مع نظيره الغابوني في الدور الاول في رهان سيكون حاسما منطقيا وان كان ذلك يبقى رهين نتيجة المباراة الاولى. وإذ كان المنتخب الغابوني لم يسجل نتائج تذكر على الصعيد القارى حيث انه بلغ مرة واحدة الدور ربع النهائي في دورة عام 2000 فانه ظهر بمستوى متميز في السنوات الماضية. وقد كان مراهنا عتيدا في تصفيات المونديال الافريقي 2010 وشكل منافسا قويا لمنتخب الكامرون كما تمكن من هزم المنتخب المغربي ذهابا 3/1 وايابا 2/1 في التصفيات. ويفرض المنتخب الغابوني الاحترام على كافة منافسيه في المجموعة وهو سيلاقي مرة اخرى نظيره الكامروني في اطار المجموعة الرابعة للمرحلة النهائية بعد ان جمعتهما نفس المجموعة خلال التصفيات. ويملك منتخب الغابون في صفوفه لاعبين متميزين على غرار برونو اكويال /انجيه الفرنسي/ وارنست اكواساغا /نانت الفرنسي / وارسين دو ماركولينو في الدفاع وستيفان نغيما /رين الفرنسي/ ايستر الفرنسي في خط الوسط وبيار ايمريك اوباميانغ /ليل الفرنسي/ وروغوى ماييه /انقرة سبور التركي / واريك مولونجي /نيس الفرنسي في الخط الامامي. وفي اطار تحضيراته للنهائيات الافريقية فازت الغابون على موزمبيق 2/صفر في مباراة ودية يوم الخميس ببلومفونتاين /جنوب افريقيا/وسجل الهدفين بيار ايمريك اوبايميانغ /9/ودانيال كوزان /75/. وتعتبر هذه المباراة الاخيرة لمنتخب الفهود /الغابون/ قبل خوض غمار النهائيات القارية. وستكون المباراة الثالثة في الدور الاول مع منتخب الكامرون المباراة يوم 21 جانفي الجارى الاصعب وقمة مقابلات المجموعة بلا منازع حيث انها تجمع المنتخبين الاقوى منطقيا في المجموعة والمنتخبين الذين سبق لهما التتويج باللقب القاري. وكان المنتخب الكامروني ازاح نظيره التونسي في الدورة الاخيرة 3-2 في اطار ربع النهائي. ويعد المنتخب الكامروني الذى يدربه الفرنسي بول ليغان / من ابرز المراهنين على اللقب القارى وهو المتاهل الى مونديال 2010 وقد فاز باللقب القارى اربع مرات لكن منتخب الكامرون الذى يضم عددا من النجوم على غرار ساميول ايتو وسونغ لم يضمن اهله بسهولة بما جعل / الاسود / تروض في اكثر من مناسبة خلال التصفيات. وفي اطار مباراة تحضيرية اخيرة قبل خوض النهائيات الافريقية فاز منتخب الكامرون على نظيره الكيني 3-1 اول امس السبت بنيروبي وسجل اهدافه عن طريق اشيل ويبو /37 و56/ ومحمدو ادريسو /58/. ولما كان نظام التصفيات يؤهل منتخبين فحسب للترشح الى الدور الثاني فان المنتخب التونسي الذى تعود على تجاوز الدور الاول في النهائيات الاخيرة مدعو لإحكام التصرف في بطولة دور الانطلاق والتعامل مع المقابلات الثلاث بنفس القدر من الجدية والثقة في النفس حتى يفتح المجال امام احبائه لمزيد التفاؤل حول حظوظه في نهائيات انغولا 2010