المنستير، (وات)-شكلت // وسائل الاتصال البديلة وحريٌة الإبداع // كان محور الندوة الفكرية التي نظمتها نهاية الاسبوع الماضي دار الثقافة بالوردانين من ولاية المنستير بمشاركة ثلة من المختصين. وتطرق الحبيب الدرويش أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس في مداخلة بعنوان //آثر النشاط الرقمي في الحراك الثقافي الشعبي // إلى تعدد الأنساق التعبيرية في المجتمع الإنساني الحديث حيث أدمجت وسائل الاتصال الحديثة المكتوب بالصوت والصورة. وقال ان الإعلام الجديد هو إعلام تفاعلي عكس وسائل الإعلام التقليدية التي كانت تفتقد إلى رجع الصدى وتخدم النخب التي تتحكم في إنتاج الخطابات العامة. وافاد أن النموذج الجديد غير مركزي ييسر للأفراد إنتاج الخطابات ولا يقتصر على النخبة مع تتميزه بالتزامنية والتفاعلية. ومن جانبه، تطرق الأديب سفيان التومي في مداخلة بعنوان // الأدب التونسي في المدونة الالكترونية// إلى مفهوم الأدب الرقمي الذي هو بصدد التشكل، مشيرا الى تفاعل الأديب مع الأنظمة الرقمية، وتجربة الأدباء التونسيين في هذا المجال. وتحدٌث الأستاذ نور الدٌين بالطيٌب عن //الملاحق الثقافية وحريٌة الإبداع// حيث ذكر بأنٌ الملاحق الثقافية لم تسلم من الرقابة طيلة عقدين من الزمن ولم يكن من الممكن نشر العديد من القصص، مشيرا علس سبيل المثال الى كتابات عبد القادر الدردوري. وأوضح أنٌ الحريٌة هي الشرط الأوٌل لإنتاج ملحق ثقافي جدير بالاهتمام، مؤكدا أنٌ الرقابة المسلطة على الإبداع ليست سياسية فحسب بل هي اجتماعية ودينية. وقدم المدون الشاب عصام الهاني شهادة حيٌة بعنوان// المدونون وحريٌة الإبداع//، اشار فيها إلى أنٌ الفضاء الافتراضي مثل الفضاء الوحيد في تونس قبل 14 جانفي 2011 للتعبير عن الواقع الحقيقي حيث تمت تغطية كلٌ ما يحدث في البلاد من واقع سياسي واقتصادي واجتماعي. وتطرق إلى علاقة التدوين بالإبداع، معتبرا أن التدوين يحتمل العمل الإبداعي في أشكاله المختلفة، ومشيرا الى أنٌ الحامل الرقمي يمثل للشباب فضاء أكثر جاذبية وهذا في حدٌ ذاته يعتبر من أهمٌ ايجابيات العمل الثقافي. كما تطرق إلى سلبيات نشر الأعمال الإبداعية في الفضاء الرقمي من ذلك غياب حقوق الملكية وحقوق المؤلف " فالجميع في تونس يقرصن أعمال الجميع". وأكد أنٌ المدونة تمثل فضاء لتنمية مواهب الشباب معتبرا أنٌ ذلك أفضل من تمضية الوقت على صفحات الفايسبوك دون جدوى. واقترح المتدخلون إدراج الثقافة الرقمية في مناهج التدريس وبث ثقافة عقلانية تقوم على استخدام العقل والمحاججة في صفوف شباب الانترنات وسن قانون لحماية الملكية الأدبية الرقمية وفسح المجال النقدي لأدب الانترنات وإحداث جائزة وطنية للأدب الرقمي. وطالب شباب الوردانين خلال هذه الندوة بتنظيم ورشة تكوينية بدار الثقافة بالوردانين حول كيفية إعداد المدونة.