تونس (وات)- افتتحت عشية الجمعة، بالعاصمة، اشغال الندوة الدولية الاولى حول "الاسلام والتنمية" التي تنتظم يومي 23 و24 مارس الجاري ببادرة من مركز الدراسات الوطنية التونسية التابع لحزب "الاتحاد الوطني الحر". ويشارك في هذه الندوة اكاديميون وحقوقيون ورجال سياسة وفكر وعلماء اجتماع وباحثون في العلوم الاسلامية من تونس والمغرب والجزائر ومصر والعراق وتركيا, لطرح ما يحيط بقضية الاسلام والتنمية من تحديات واشكاليات، خلال المرحلة الجديدة التي تمر بها العديد من البلدان العربية. وأوضح رئيس /الاتحاد الوطني الحر/ سليم الرياحي ان قضية الهوية على اهميتها, لا يمكن ان تكون مركز الاهتمام بالنسبة للتونسيين الذين يواجهون في الوقت الحاضر اشكاليات اكبر واعمق تتعلق بالفقر والتهميش والحرمان "قائلا "من الضروري ان تتوجه كل الجهود نحو قضايا التنمية". ولاحظ ان التجارب الناجحة في العديد من الدول المسلمة على غرار ماليزيا وتركيا اثبتت ان "التخلف ليس قدرا محتوما على البلدان العربية والاسلامية" مشيرا الى ان الوقت قد حان "لتخليص الاسلام من شبهة الارهاب والانقطاع عن سيرورة العصر". وتعرض خبير القانون الاسلامي التركي احمد اقندوز الى اسباب تراجع البلدان المسلمة ومنها بالخصوص "تراجع العلوم والابتعاد عن شرع الله" موضحا ان سبل الخروج من هذا الوضع المتردي على حد قوله هي الحراك الايجابي و"تاسيس جسر بين مختلف الطبقات الاجتماعية". ولاحظ الرئيس السابق لحركة كفاية المصري جورج اسحاق انه "من غير المعقول ان تستبدل البلدان التي انتفضت، الاستبداد السياسي باستبداد استغلال الدين لاغراض سياسية" معقبا "نحن نريد فكرا ومسارا جديدين هدفهما التنمية والعدالة والمساواة ونطمح لاستخدام ايجابي للدين يمكن من الاستجابة لانتظارات الشعوب". ومن جهته قال الحقوقي والناشط السياسي التونسي عبد الفتاح مورو "ان ما حققته البلدان العربية التي عاشت ثورات هو "خطوة اولى لاثبات الوجود" مضيفا ان امامها امورا كثيرة وصعبة يتعين عليها فعلها. ولاحظ العراقي حميد الهاشمي الباحث في الانتروبولوجيا وعلم الاجتماع ان الظروف في تونس ملائمة لتحقيق نجاح تجربة الانتقال الديمقراطي مقارنة بالعراق سيما في ما يتعلق بالتجانس بين فئات المجتمع وغياب الصراع الطائفي، داعيا الى الاستفادة من تجارب الاخرين لتجنب الوقوع في الاخطاء. ويشار الى ان اشغال هذه الندوة تتواصل غدا كامل اليوم عبر تنظيم جلسات علمية تتناول محاور ومن بينها "الاسلام والعمل والتنمية" و"الاسلام وحقوق الانسان" و"اشكالية الدولة والتنمية في الفكر السياسي الاسلامي" و"الاحزاب الدينية الواقعية ومسالة الديمقراطية".