تونس (وات) - سلم صباح يوم الخميس ياسين البديري، الشاب الذي تولى منذ أسابيع إنزال العلم الوطني من واجهة مبنى كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، نفسه بصفة تلقائية إلى وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية. وفور انتهاء عملية التسليم تولت وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية إعلام وزارة الداخلية بالأمر التي قامت من جهتها بإرسال أعوان تابعين للحرس الوطني لتسلم الشاب وتسليمه لقاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمنوبة المتعهد بالنظر في القضية. وعن الملابسات التي حفت بعملية تسليم الشاب لنفسه إلى السلطات، أفاد الملحق الإعلامي بوزارة الداخلية "وات" بأن الضغوط التي مارستها السلط المعنية وفي مقدمتها المصالح الأمنية، والرأي العام الوطني على البديري لتسليم نفسه مقابل ضمانات له بتأمين محاكمة عادلة قد تكون العامل الرئيسي الذي دفعه للقيام بهذه الخطوة. وأشار نفس المصدر إلى أن الشاب المطلوب للعدالة قام خلال المدة الأخيرة بإرسال عدة رسائل لوزارة الداخلية عبر وسائط متعددة يطلب فيها حصوله على ضمانات بعدم تعرضه للأذى مقابل تسليم نفسه للعدالة مضيفا أن عدة أطراف شجعت الشاب ياسين البديري على تسليم نفسه. كما أبرز أن وزارة الداخلية كلفت منذ الحادثة فرقا خاصة بمتابعة الملف والتكفل بإيقاف الشاب الذي صدرت في حقه برقية تفتيش منذ 7 مارس الماضي. وربطت عديد المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بين عملية تسليم البديري لنفسه للسلطات وبين لقاء جمع أول أمس الثلاثاء رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي بالشيخ البشير بن حسن الذي يعد أحد أبرز شيوخ التيار السلفي في تونس. وكان منصف المرزوقي طالب يوم 12 مارس الماضي ياسين البديري بتسليم نفسه إلى القضاء والاعتذار للشعب التونسي. جدير بالذكر أن ياسين البديري قام يوم 7 مارس 2012 بإنزال العلم الوطني من فوق مبنى كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة واستبدله بعلم أسود يطلق عليه اسم "علم الخلافة"، فتصدت له الطالبة خولة الرشيدي وحاولت ثنيه عن فعلته. السابق