تونس (وات) - جدت صباح الاثنين مواجهات بين قوات الأمن الوطني ومتظاهرين في عدد من شوارع العاصمة بمناسبة ذكرى عيد الشهداء. وقد انجر عن هذه المواجهات إصابة عدد من الأشخاص بحالات اختناق جراء إطلاق الغازات المسيلة للدموع، تم نقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ومثلت شوارع وأنهج الحبيب بورقيبة و"جون جوراس" و"مرسيليا" و"الجمهورية" بالخصوص، مسرحا لهذه المواجهات، التي استعملت فيها قوات الأمن العصي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وحملهم على عدم الالتحاق بالشارع الرئيسي للعاصمة (شارع الحبيب بورقيبة. أما المتظاهرون فقد استعملوا، حسب ما عاينه موفد "وات"، الحجارة والمقذوفات لرشق قوات الأمن. كما رفعوا شعارات مناهضة للحكومة ومنددة خاصة بالتعيينات الأخيرة في مناصب إدارية عليا وطنيا وجهويا. وقد شارك في هذه المظاهرة عدد هام من ممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية قدموا من عديد مناطق البلاد لإحياء ذكرى عيد الشهداء 9 أفريل. وتجمع المتظاهرون في البداية في مستوى ثلاث نقاط هي ساحة محمد علي وشارع الجمهورية وساحة حقوق الإنسان. وفي تصريح ل"وات"، أكد رئيس الحزب الاشتراكي اليساري، محمد الكيلاني وجود ما أسماه "ميليشيات تابعة لحركة النهضة" تحمل على حد قوله "عصيا وتقوم بضرب المتظاهرين". وأضاف أن مقر حزبه الواقع في شارع الحبيب بورقيبة تمت محاصرته من قبل عناصر من قوات الأمن، قاموا، حسب قوله"بالاعتداء على عدد من المنتمين للحزب الشيء الذي خلف لهم أضرارا جسدية خطيرة". بالمقابل نفى عضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة" العجمي الوريمي "أي مساهمة لعناصر من الحركة في منع المتظاهرين من المرور الى شارع الحبيب بورقيبة" أو "وجود ميليشيات تابعة للحركة" مشيرا إلى أن "جميع مناضلي الحركة قد توجهوا الى ساحة الشهداء بالسيجومي للاحتفال بذكرى 9 أفريل"، حسب قوله. وأضاف الوريمي في نفس السياق ان "إصرار المتظاهرين على التوجه إلى شارع الحبيب بورقيبة" يعد، حسب تعبيره، من قبيل"التحدي للقانون والتطاول على قرار اتخذته وزارة سيادية كوزارة الداخلية" مؤكدا أن حركة النهضة تقف دائما، على حد قوله "مع حرية التعبير والتظاهر السلمي... لكن في كنف احترام القانون". وعن منع دخول المتظاهرين الى شارع الحبيب بورقيبة، عبر عادل الشاوش عضو المكتب السياسي لحركة التجديد عن 'استغرابه' لهذا القرار 'خاصة في يوم احتفالي بعيد الشهداء' مضيفا قوله "كان حريا بوزارة الداخلية السماح لنا بالتظاهر في هذا الشارع للتعبير عن اعتزازنا بهذه الذكرى التاريخية". من جانبه أفاد وائل درويش عن حركة "كلنا تونس" بأن هذه المظاهرة تهدف إلى "حث الحكومة والمجلس التأسيسي على الإسراع في صياغة الدستور وتحديد موعد واضح للانتخابات القادمة بالاضافة الى تسوية أوضاع عائلات شهداء وجرحى الثورة". السابق