تونس 20 جانفي 2010 (وات) وسط جمهور ملأ مقاعد المسرح البلدي بالعاصمة حيت الفنانة التونسية سنية مبارك مساء الثلاثاء بصوتها الشاعر الاسباني فريديريكو غارسيا لوركا من خلال باقة مختارة من أشعاره باللغتين العربية والاسبانية. فعلى امتداد الساعة ونصف الساعة استمتع الحاضرون وفي مقدمتهم السيدان عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وسفير اسبانيابتونس بأداء هذه الفنانة لمجموعة من الأشعار الملحنة انسجمت فيها الموسيقى بالكلمات ولاقت استحسان الجمهور الذى صفق لها طويلا. وتداخلت الكلمات وتنوعت النغمات الموسيقية لتشدو المطربة صحبة تخت بروائع من أشعار ابن الخطيب ونزار قباني فكانت "يا زمان الوصل بالأندلس" و"في مدخل الحمراء... كان لقاؤهما... ما أطيب اللقيا بلا ميعاد... سألتها هل أنت اسبانية" و"الوادي الكبير بين زيتون وليمون يسيلث و"لغرناطة نهران واحد يبكي والثاني نزيف قار"أشعار تغنت بغرناطة التي عشقها لوركا" الحفل وان خصص الجزء الأكبر منه لتحية هذا الشاعر الاسباني شكل كذلك مناسبة لتكريم نخبة من رواد الكلمة واللحن في تونس من خلال اداء سنية مبارك لأغنيتي "ما أحلى ليالي اشبيليا" كلمات الهادي العبيدي والحان سيد شطا و"حبي يتبدل يتجدد" للموسيقار الهادي الجويني وكلمات علي الدوعاجي والتي قدمتها باللغتين العربية والاسبانية تحية منها لروح هذين الفنانين اللذين احتفلت تونس سنة 2009 بمرور مائة سنة على ميلادهما. السهرة كما اعتبرتها نجمتها تعد قراءة موسيقية تونسية وعربية لإبداعات لوركا الشعرية وهي بادرة فنية للتبادل والتقارب والحوار والانفتاح الثقافي على فضاء المتوسط. سنية مبارك... بفستانها الأبيض... رمز السلام والصفاء تمكنت بصوتها الشجي وبحضورها الركحي المتألق من التعبير عما تضمنته أشعار لوركا من أحاسيس تمازجت فيها مشاعر الحب بالألم والحزن واللوعة وتغنت دون انقطاع بغرناطة عبر كل الأزمان مسافرة بالحاضرين إلى عوالمها الساحرة التي أضفت عليها نغمات القيثارة مسحة رومانسية خاصة وان شاعر الحمراء لوركا تميز بشغفه ب"النشيد العميق" ذي الأصول الشعبية.