تونس (وات) - موسيقى روحية تحاكي أسمى المعاني الإنسانية بإيقاعات الروك الغربية وتقاسيم الموسيقي التركية والعربية هكذا أراد سامي يوسف ان يكون حفله الأول في تونس الذي أقيم مساء أمس الجمعة بالقاعة الرياضية برادس بتجهيزات صوتية وضوئية عالية الجودة مقابل حضور جماهيري متواضع فرغم الحملة الاشهارية الواسعة التي نظمها القائمون على الحفل الا ان الحضور كان باهتا ولم يرقى الى مستوى القيمة الفنية لسامي يوسف الذي سجل إقبالا جماهيريا لافتا في عدة عواصم عربية وافريقية وأسيوية. وأعاد بعض الحاضرين احتشام عدد الجمهور الى ان هذا الفنان يؤدي نمطا موسيقيا مميزا وخاصا ربما ليس له انتشار واسع بين الجمهور التونسي الذي لم يعود ذائقته الفنية على هذا النمط في حين يرى البعض الآخر ان غلاء أسعار التذاكر هو السبب الرئيسي في امتناع الجمهور عن الحضور للحفل. وبعد تأخير ب45 دقيقة عن موعد انطلاق العرض فتح الستار على الركح الذي اعتلاه سامي يوسف صحبة فرقته وسط أضواء متناسقة مع إيقاع أول أغنية اختارها الفنان للترحيب بجمهوره وهي "السلام عليكم" ليحييه فيما بعد على الطريقة التونسية بعبارة "عسلامة" معبرا عن سعادته بوجوده بين التونسيين. و في حوار فني بين كلمات تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم والحان صوفية إيقاعية تغني الفنان بالمصطفي فجاءت أغاني "اللهم صلي على المصطفي" و"يا رسول الله" و"المعلم" وهي عنوان أول البوم الذي سطع معه نجم هذا الفنان عربيا وعالميا. وانشد سامي يوسف مجموعة من أغاني ألبومه الجديد "أينما تكون" الذي يحمل لونا موسيقيا تركيا ومن بينها أغنية "بدونك" التي كتبها الانقليزي كونر ريفز الذي عمل مع عدة مشاهير مثل رود ستيوارت وتينا تيرنير وجوس ستون والى جانب الغناء امتع الفنان الجمهور بمعزوفات على آلات البيانو والعود والطبلة والقانون وأهدى أغنية للام بعنوان "يا أمي" ليؤدي بعدها باسلوب المناجاة "شفاء" و"دلني على طريقي" و"اجعلني قويا." ولئن اختلفت كلمات والحان الأغاني التي قدمها سامي يوسف في عرضه الأول في تونس إلا ان رسالته الفنية كانت واضحة وهي الدعوة للتعايش السلمي مهما كان الاختلاف الفكري او الديني لان التسامح والسلام قيم إنسانية لا يمكن تجزأتها حسب رأيه.