تونس (وات)- أكد السيد حسين الجزيري كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج على ضرورة ان تلتزم الادارة بالحياد والاستقلالية وان تركز جهودها على خدمة المواطن، داعيا الى النأي بها عن التجاذبات السياسة والمصالح الخاصة والفئوية كما كان الشان في العهد السابق. وبين في حديث لوكالة تونس افريقيا للانباء "وات" ان ديوان التونسيين بالخارج هو مؤسسة عريقة بكفاءاتها الا انها كانت، على غرار عدد من الادارات التونسية، ضحية في العهد السابق "لاستعمال حزبي مشط ولتجاوزات مالية". واكد العزم على اصلاح الديوان ضمن رؤية واضحة تعتمد تكريس استقلالية هذه المؤسسة عن كل التجاذبات، مشيرا الى الدور الهام الذي يمكن ان تلعبه اطارات هذه المؤسسة وموظفوها في الاستجابة لمتطلبات المرحلة الجديدة وفي الارتقاء بالخدمات المقدمة الى مستوى تطلعات الجالية التونسية. واشار، في هذا المجال، الى ان ديوان التونسيين بالخارج هو مؤسسة تحتكم على تجربة عريقة في مجال الاحاطة بالتونسيين بالخارج وان اصلاحها يحظى باتفاق جميع الاطراف. ومن بين هذه الاصلاحات، تفعيل تدخلات الملحق الاجتماعي بالخارج حتى يضطلع بدوره الحقوقي والانساني، بكل مهنية، وعلى افضل وجه، وتكثيف التحرك الميداني بما يمكن من التعامل اليومي والمتواصل مع مشاغل التونسيين بالخارج وايجاد الحلول لمشاكلهم الاجتماعية والاحاطة بالاسر المهاجرة وتفعيل الشراكة مع الجمعيات التونسية الناشطة بالخارج . واوضح كاتب الدولة ان المقرات التي كانت تستخدم ك "شعب" للتجمع المنحل تم استرجاع اغلبها وتحولت حاليا الى مراكز اجتماعية وثقافية تخدم مصالح المهاجرين ويتم فيها تنظيم لقاءات مع ممثلي الجالية التونسية بالخارج والجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن قضايا المهاجرين وحقوقهم المشروعة. واكد ان التعاطي مع ملف الهجرة يشهد، مع الحكومة الحالية، تغييرا واضحا يتجلى من خلال تطوير الاهداف والبرامج والاليات، تماشيا مع التحولات النوعية التي شهدتها الجالية التونسية بالخارج. وافاد، في هذا الصدد، انه يتم حاليا العمل على تغيير الصورة السلبية والنمطية التي انطبعت عن الديوان لدى المواطن التونسي بالمهجر، اضافة الى تعميم المندوبيات الجهوية على كافة الولايات ودعمها بالموارد البشرية والمادية الضرورية. واعرب كاتب الدولة عن الامل في ان يلاحظ المهاجر التونسي الفرق بين الماضي والحاضر في مجال العناية بالمهاجرين وهو تحد قال حسين الجزيري"سنرى ان كان سيتحقق ام لا في من هنا الى نهاية هذه الصائفة". وبخصوص تفعيل اليات التواصل مع الجالية التونسية في المهجر، تحدث كاتب الدولة عن القاعدة المعلوماتية التي سيتم تركيزها والتي ستكون، بحسب قوله"فضاء للتفاعل مع التونسيين بالخارج اين ما كانوا ولتيسير ايصال المعلومة اليهم والاجابة عن تساؤلاتهم، الى جانب تنظيم ملتقيات قطاعية تضم الكفاءات ورجال الاعمال والخبراء لبلورة برامج عملية خدمة للاقتصاد الوطني" . وقال ان الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة لفائدة الجالية التونسية بالخارج ستزيد، لا محالة، من عمق الارتباط بارض الوطن ومن استرجاع الثقة بالادارة التونسية بالخارج رغم تواصل بعض الصعوبات. وعن عودة المهاجرين الى ارض الوطن خلال هذه الصائفة، اشار السيد حسين الجزيري الى ان اللجنة الفنية للهجرة تتولى التنسيق مع مختلف مصالح ديوان التونسيين بالخارج ومع الخطوط الجوية والبحرية ومختلف الوزارات المعنية والادارات لتامين هذه العودة في أفضل الظروف مع إقرار تخفيضات تصل الى حدود 25 بالمائة لتشجيع التونسيين على العودة الى بلدهم. يذكر ان احصائيات البنك المركزي تفيد ان التحويلات النقدية والعينية للتونسيين بالخارج ارتفعت في الرباعي الاول من سنة 2012 بنسبة 12 فاصل 5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة2011 وبنسبة 13 فاصل 7 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010 .