المنستير (وات/تحرير منية تريمش) - أجمع عدد من السياح الفرنسيين والبلجيكيين والألمان على أنٌ الألوان والراوئح والبهارات والأجواء في السوق الأسبوعية بالمنستير هي "أبرز ما يسترعي انتباههم إلى جانب ما تشهده السوق من حركية تتجسد بالخصوص في حيوية التجار وارتفاع أصواتهم بلغة رنانة في محاولة لتسويق بضائعهم". وقالت السائحة الفرنسية "هانا" وأمها "كاتي" اللتان تقطنان باريس "الناس طيٌبون هنا والنساء يبتسمن لك عندما يلامسنك ويعتذرن وهي مسألة لا تحدث في باريس فالناس لا يبتسمون هناك لأحد لا يعرفونه". واعتبرت السائحة الفرنسية "ايمانويال لو لان" التي اقتنت سوارا من أحد الباعة أنٌ "سعره مقبول" وأضافت أنٌها "اشترت جبة تونسية وأنها مولعة بالتسوق في الأجنحة الخاصة بالفخار والملابس والأحذية". وعلقت "هانا" الفرنسية بشأن مسألة الأسعار بالقول ٌ"الباعة يطلبون أسعارا مرتفعة فأحدهم طلب مني 90 دينار ثمن سوارين فجادلته في السعر واتفقنا في الأخير على عشرين دينار فحسب". اما السائحة الفرنسية "ماري مارل" التي تأبطت شجيرة نخيل قالت إنٌ سعرها //غير باهظ مقارنة بالسعر المتداول في بلادها// فقد كانت في قمة السعادة لحصولها على ضالتها في هذه السوق. السائح الفرنسي "ستيفان ابينوزا" أبدى من جانبه إعجابه بالملابس التقليدية مشيرا إلى انه اشترى جبة تونسية أصيلة. ولبهارات السوق في المنستير حظ من إقبال السائح حيث يعمد عدد هائل من الأجانب إلى اختيار أصناف متنوعة من البهارات ذات النكهة التونسية كالزعفران والقرفة والشاي بالنعناع. عديد السياج الذين تحدثوا مع "وات" من بينهم الفرنسيان "ريشار جيروم" و"دومينك لاني" وصفوا الأجواء في السوق الأسبوعية بالمنستير ب"الجميلة" معتبرين أن الألوان والبهارات والأقمشة تزيدها رونقا وسحرا ومؤكدين انهم "ذهلوا لاتساع فضاء السوق وتوفر الخضروات ومختلف أنواع البضاعة بكميات كبيرة". هؤلاء السياح وغيرهم أوضحوا أنٌ زيارة السوق الأسبوعية بالنسبة إليهم هي "فرصة لمعاينة الحياة الحقيقية للتونسيين ومعايشتهم عن قرب". واستنكر السائحان الفرنسيان "فتاح" و"اني اورباح"، وهما شقيقان وكذلك "هانا" وأمها "كاتي" وجود السيارات الملاصقة للمترجلين داخل السوق الأسبوعية وخارجها والتي كانت "تحول دون تسوق المترجلين بأريحية" واعتبروا أنٌها تمثل خطرا على المترجلين وخاصة منهم الأطفال علاوة على روائح الغازات الكريهة التي تنبعث من السيارات. كما عبرت سائحات أخريات عن انزعاجهن من بعض الباعة خارج السوق الأسبوعية الذين لاحقوهن. وأكدن في هذا السياق أنهن تفضلن "التجول بأريحية دون عرض مساعدات او ملاحقة الباعة". وأعرب عدد من الباعة المنتصبين خارج السوق من جهتهم عن عدم قدرتهم على العمل بسبب مرور السيارات والشاحنات والدراجات النارية. وقد عاينت "وات" داخل السوق الأسبوعية وخارجها عملية استحواذ السيارات على الطريق لدى مرورها غير المنقطع وتسببها في إعاقة حركة المارة بما يجعل حركة التسوق مستحيلة بالنسبة إليهم وكذلك الشأن بالنسبة إلى الباعة. وطالب باعة الصناعات التقليدية الأطراف المعنية بغلق الطريق الواقعة أمام مدخل السوق الأسبوعية التي تستعمل في الأيام العادية في اتجاه واحد وتتحوٌل يوم السوق الأسبوعية إلى طريق تستعملها السيارات في الاتجاهين. وتعدٌ السوق الأسبوعية بالمنستير التي تنتظم بداية من يوم الجمعة بعد الظهر ويوم السبت صباحا، وجهة مفضلة لدى السياح الذين تقلهم إليها حافلات وكالات الأسفار أو سيارات التاكسي. وتضم السوق الأسبوعية بالمنستير داخل فضائها المسيج قاعة شاي عصرية ونظيفة تتوفر بها إمكانية الارتباط بشبكة الانترنات وتلفزة مسطحة ومطعما ومقهى يرتاده رواد هذه السوق ومن بينهم السياح. وأفاد رئيس مركز الشرطة البلدية بالمنستير نجيب اللٌوز "وات" أنٌ "عدد أعوان الأمن الوطني المتواجدين في السوق يبلغ 20 عونا من بينهم 10 بالزي النظامي والبقية بالزي المدني".