قبلي (وات)- أعلن الوفد الحكومي خلال الاجتماع العام الذي عقده، صباح السبت، بدار الثقافة ابن الهيثم بقبلي، بمناسبة الزيارة التي أداها للجهة عن تخصيص 183 مليون فاصل 572 ألف دينار لإنجاز 162 مشروعا عموميا بمختلف مناطق الولاية بعنوان المشاريع المبرمجة لفائدة الجهة ضمن ميزانية الدولة لسنة 2012. وضم الوفد الوزاري إلى قبلي بالخصوص كلا من وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، سمير ديلو، ووزير التجارة والصناعات التقليدية، بشير الزعفوري، ووزير الثقافة، مهدي مبروك ووزيرة البيئة، مامية البنا، ووزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، سليم بن حميدان، وكاتب الدولة المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون الاقتصادية، نور الدين الكعبي. وتولى وزير أملاك الدولة، نيابة عن الوفد تقديم لمحة عن مختلف المشاريع المخصصة للجهة والتي وجه الجانب الأكبر منها للقطاع الفلاحي، الذي استأثر بحجم اعتمادات يقدر ب 58 مليون دينار من إجمالي الميزانية المخصصة لقبلي إلى جانب تخصيص 23 مليون دينار للبرامج والمشاريع ذات الصلة بالقطاع الاجتماعي فضلا عن 18 مليون دينار لدعم البنية التحتية و16 مليون دينار لتهيئة المناطق الصناعية. من جهته، أوضح سمير ديلو أن الحكومة تمد يدها لكافة من يأنس في نفسه المقدرة على تقديم الإضافة وتحقيق أهداف الثورة مهما كانت انتماءاته السياسية، مؤكدا أن "للثورة شعب يحميها من الانتكاس" وأن "الحكومة ماضية في مشروع تطهير مفاصل الدولة وإداراتها من الفساد الذي استشرى بها طيلة العقود الماضية"، على حد قوله. وأضاف حول ملفي العدالة الانتقالية وجرحى الثورة، أن الوزارة منكبة على هذين الملفين اللذين قال إنها "يعدان من أولويات العمل الحكومي"، داعيا إلى "عدم المتاجرة بدماء الشهداء أو بملفات الجرحى خاصة وأن الاستجابة لمطالبهم "ليست منة"، حسب تعبيره. أما بخصوص الجانب البيئي وخاصة موضوع اعتصام العملة بمحطتي التطهير بكل من قبلي ودوز، أوضحت مامية البنا أن التعاقد مع المقاول المسير للمحطتين سيتم تمديده لضمان مواصلة العاملين بهما لنشاطهم في انتظار أن يتم النظر في الإمكانيات المتاحة لتسوية وضعياتهم ضمن الأطر التي يكفلها القانون. ومن جهته أبرز وزير الثقافة مهدي مبروك أنه سيتم تعزيز مناطق الولاية بالمكتبات العمومية فضلا عن تكفل الوزارة بدعم خمسة مهرجانات بالجهة. وأوضح كاتب الدولة المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون الاقتصادية نور الدين الكعبي الآليات التي تعمل الحكومة على إرسائها بهدف دفع الاستثمار بالجهات الداخلية، مؤكدا أن الهدف من هذه الزيارة الميدانية هو الوقوف على الإشكاليات التي تحد من فرص الاستثمار بالجهات. ومن ناحيتهم، عبر المواطنون عن جملة من الإشكاليات، التي تحد، على حد تعبيرهم، من فرص وإمكانيات إدماج ولاية قبلي في الدورة الاقتصادية الوطنية رغم ما تزخر به من ثروات طبيعية خاصة منها في قطاع التمور والطاقة الشمسية ومن أهمها غياب ربط الولاية بشبكة الطرقات السيارة والسكك الحديدية التي تمثل العمود الفقري لجلب المستثمرين إلى جانب غياب المشاريع القاعدية والتأخر في حل المشكل العقاري للأراضي الاشتراكية بالولاية. ودعو إلى إقرار امتيازات جبائية للاستثمار بالجهة بما يساهم في حث المستثمرين الخواص على الانتصاب بها. وأثار ممثلو اتحاد أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل إشكالية استيعاب الأعداد الكبيرة من العاطلين بالجهة خاصة في ظل غياب الأرضية الاقتصادية وتجاوز عدد كبير منهم سن 40 سنة. جدير بالإشارة أن زيارة الوفد الحكومي للجهة رافقتها عديد الاحتجاجات التي انطلقت من مقر الولاية أين احتج بعض المواطنين على إعفاء قاض من أبناء الجهة من مهامه ضمن القائمة التي حددتها وزارة العدل ووصل الأمر إلى سكب شقيق القاضي المعزول البنزين على جسده مهددا بإضرام النار احتجاجا على هذا الأمر لولا تدخل بعض أقاربه وأعوان الجيش لمنعه. كما يشار إلى توقف سمير ديلو لقرابة الساعة بباب الولاية للاستماع للعديد من الإشكاليات الخاصة وإلى جملة من الاحتجاجات التي رافقت اجتماع الوفد الوزاري بالمواطنين بدار الثقافة فضلا عن تعرض مصور الفريق التلفزي للقناة الوطنية الأولى للتعنيف من قبل بعض المواطنين الذين اشتكوا من تهميش مشاغلهم التي أرادوا طرحها على الوفد الوزاري.