طرابلس (وات) - طالبت الحكومة والمجلس الانتقاليين في ليبيا وكذلك دار الإفتاء في بيان مشترك صدر مساء السبت بالوقف الفوري لإطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة في مناطق ' مزدة ' و ' الشقيقة ' و ' الزنتان ' بغرب البلاد. كما أصدرت السلطات الليبية من خلال البيان أوامر لرئاسة أركان الجيش ولوزارة الداخلية الليبية باعتبار مسرح هذه الاشتباكات "منطقة عسكرية " و "استخدام القوة وكل ما يلزم ضد مصادر النيران التي تستهدف المدنيين الأبرياء من أجل وقف نزيف الدم وفتح ممرات آمنة لنقل الجرحى وتوفير المعونات الإنسانية اللازمة " . وحمل البيان الذي تلاه النائب الثالث لرئيس الحكومة الانتقالية الليبية محمد الحرمين بحضور أعضاء من المجلس الوطني الانتقالي ودار الإفتاء " الجهة التي لا تستجيب لهذه الأوامر فورا تتحمل المسؤولية الكاملة عما يمكن أن يحدث" . ودعا البيان الى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق " للفصل في الأمر ومعرفة الأسباب الحقيقة التي تقف وراء الفتنة " مهيبا بمنظمات المجتمع المدني والشعب الليبي بأن يقفوا جميعا " صفا واحدا لحماية الثورة وأهدافها " . وقد بلغ عدد القتلى في هذه المواجهات المسلحة التي اندلعت يوم الاثنين الماضي 15 قتيلا و96 جريحا وذلك وفق حصيلة مؤقتة . وتبذل الحكومة والمجلس الانتقاليين وكذلك وجهاء وأعيان القبائل جهودا من أجل وضع حد لهذا الاقتتال وإعادة الاستقرار الى المنطقة كما تواصل لجان الإغاثة الليبية عملها الإنساني بنقل وعلاج المصابين وتوفير الإغاثة والمساعدات للنازحين. وقال العقيد بالجيش الليبي حامد الزوى ان الجيش يتوجه الى المنطقة الآن لفرض وقف إطلاق النار وحماية المدنيين. وكان مصدر أمني أشار الى ان قتالا شديدا استمر السبت مما أدى الى سقوط مزيد من القتلى والجرحى. وأضاف المصدر ان المصابين يجرى نقلهم الى مستشفيات في المنطقة وفي العاصمة طرابلس . وتدور الاشتباكات بين مسلحين من مدينة الزنتان وبين افراد من قبيلة ' المشاشية ' في مناطق ' مزدة' و ' الشقيقة ' و ' الزنتان ' واستعملت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة . وكانت مواجهات اندلعت بين الطرفين في ديسمبر الماضي حيث سقط أربعة قتلى على الأقل وتجددت مساء الاثنين الماضي عندما لقي شخص من الزنتان حتفه بالرصاص . وقال عدد من أفراد قبيلة المشاشية ان ميليشيات الزنتان أنحت باللائمة في مقتل أحد أفرادها على القبيلة وردت مما أدى الى التفجر الحالي للعنف . وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا مصطفي عبد الجليل قد توجه في وقت سابق من هذا الأسبوع بكلمة الى الشعب الليبي على خلفية هذه الأحداث الدامية اعتبر فيها أن "ما تشهده ليبيا في الوقت الراهن من استخدام للسلاح خارج شرعية الدولة يعد أمرا مستهجنا وغير مقبول "داعيا الى"الابتعاد عن المظاهر المسلحة وعن هذا الاقتتال الغير مبرر "