تونس (وات)- تم عشية الجمعة بمقر وزارة التكوين المهني والتشغيل إمضاء اتفاقيتي شراكة بين الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل من جهة وكل من جمعية "خلق وإبداع من أجل التنمية والتشغيل برأس الجبل" و"الجمعية الوطنية التونسية للمعطلين عن العمل" من جهة أخرى. ويتنزل إمضاء هذين الاتفاقيتين في إطار تجسيم برنامج التشجيع على العمل الذي يهدف إلى تحفيز النواة الصلبة من المعطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا على الانخراط الفعلي والمسؤول في ديناميكية العمل بصفة أجير أو باعث مشروع. وبمقتضى هذين الاتفاقيتين، تلتزم الأطراف الممضية بالإحاطة بطالبي الشغل الذين عبروا عن رغبتهم في الانخراط في هذا البرنامج، ومساعدتهم على تطوير كفاءاتهم واكتساب سلوكيات مهنية في مجال التواصل والعمل الجماعي، والانخراط في ديناميكية العمل،إلى جانب إتاحة الفرصة للبعض منهم لتدعيم تكوينهم الاكاديمي بتربصات تطبيقية داخل الوسط المهني. وتتعهد الوكالة، في ذات الإطار، بتكوين مجموعة من المؤطرين من منظوري الجمعيتين في مجالات المرافقة والإحاطة بطالبي الشغل، وفي مجال الريادة في المشاريع وإحداث المؤسسات الصغرى، على أن يتم اختيار المنتفعين وفقا لمقاييس تتعلق بالمستوى العلمي "إجازة فما فوق" والاختصاص والاستعدادات الشخصية والذهنية لمساعدة الآخرين. كما تلتزم الوكالة بمساندة المؤطرين خلال كامل مراحل عملية المرافقة والتبني، وبتقديم المشاريع التي تمت دراسة قابلية تنفيذها من قبل الجمعيتين إلى هياكل التمويل قصد الحصول على الموافقة المبدئية. وفي المقابل تتعهد كل من جمعية "خلق وإبداع من أجل التنمية والتشغيل برأس الجبل" و"الجمعية الوطنية التونسية للمعطلين عن العمل" بالالتزام بالأخلاقيات المهنية السائدة بالقطاع وبالحيادية التامة والشفافية المطلقة في التعامل مع الراغبين في الانتفاع بهذه الخدمات فضلا عن احترام سرية وخصوصية المعلومات المتعلقة بطالبي الشغل المعنيين. ولاحظ وزير التكوين المهني والتشغيل، عبد الوهاب معطر، لدى إشرافه على موكب إبرام الاتفاقيتين أن إمضاء أول اتفاقيتين في إطار برنامج التشجيع على العمل يعكس جدية التناول والتعاطي مع معضلة التشغيل، مشيرا إلى أن التغلب على هذه المعضلة هو من أهم استحقاقات الثورة. وبين أن إرساء شراكة فاعلة بين الإدارة، من جهة، والمجتمع المدني، من جهة أخرى، يهدف إلى مأسسة العلاقة بينهما في إطار من التكامل والشراكة، مؤكدا على أهمية العمل على إنجاح هذين الاتفاقيتين بما يمكن لاحقا من توسيع مجالاتها والنسج على منوالها. وأشار في ذات السياق إلى الانتعاشة التدريجية التي بدأ يشهدها الاقتصاد الوطني وما تنجم عنها من احداثات شغل إضافية، مبينا أن مكاتب التشغيل سجلت منذ شهر جانفي 2012 إلى غاية يوم 21 جوان الجاري إبرام حوالي 85 ألف عقد عمل وزعت بين حوالي 30 ألف فرصة تشغيل مباشر ونحو55 ألف فرصة تشغيل بالمساعدة دون اعتبار عقود العمل التي لا تمر عبر مكاتب التشغيل. وأبرز رئيسا الجمعيتين، من جانبهما، حرصهما على تفعيل مضامين هذين الاتفاقيتين والسعي من أجل تعميمها على العاطلين من غير حاملي شهادات التعليم العالي.