تونس (وات) - "عطاء المسعدي جدير بالدرس والقراءة المتجددة لأنه عطاء يتجاوز الفترة التاريخية التي عاشها الى عصرنا الراهن" ذلك ما اتفق عليه الحاضرون يوم الجمعة في حفل اختتام مائوية الأديب الراحل محمود المسعدي (1911-2004) بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة". واقتصر حفل الاختتام، على تقديم ثلاث فقرات رئيسية اجتهد في تنظيمها مجمع "بيت الحكمة" وهي تقديم الكتاب المتضمن لأشغال ندوة "محمود المسعدي مبدعا ومفكرا، جماليات الكتابة وأسئلة الوجود" التي احتضنها المجمع من 13 الى 16 ديسمبر 2011 بمشاركة ثلاثين باحثا من المغرب العربي والمشرق. كما تم التعريف بالطبعة الثانية من الأعمال الكاملة لمحمود المسعدي وعرض شريط وثائقي تخييلي من اخراج مختار العجيمي يجمع شهادات لأشخاص عرفوا شخصية محمود المسعدي ومقتطفات من حديث مسجل للاديب الراحل في التلفزة التونسية اجراه معه الكاتب فرج شوشان. ويبدو أن اللجنة المكلفة بتنظيم مائوية محمود المسعدي قد برمجت منذ أواسط سنة 2010 العديد من الفقرات المتنوعة بكامل تراب الجمهورية لابراز القيمة الفكرية لهذا الأديب، حسب ما بينه الاستاذ محمد طرشونة، المنسق العام لهذه التظاهرة، الا ان الظروف التي فرضتها تداعيات ثورة 14 جانفي حالت دون تنفيذ كامل البرنامج. فالى جانب اللقاءات والندوات التي اقيم جزء هام منها في العاصمة وولايات الجمهورية، كان من المنتظر انجاز مسرحية او فيلم حول احد اعمال محمود المسعدي الا ان الشروط المادية التي لم يتنازل عنها بعض المخرجين لم تتوافق مع الامكانيات المادية لوزارة الثقافة. وفي الجانب التشكيلي اقترحت لجنة تنظيم مائوية محمود المسعدي نحت تمثال برونزي نصفي للاديب المحتفى به الا ان ادارة الفنون التشكيلية رفضت هذا المقترح بدعوى ان المشروع مكلف. وفي خصوص المشاريع التي تم تنفيذها ولم تكتمل بعد أفاد محمود طرشونة ان عددا من الفنانين يعكفون حاليا على انجاز كوميديا موسيقية مستوحاة من عمل المسعدي "حدث ابو هريرة قال" تراوح بين الرقص والتمثيل والموسيقى. ومن المنتظر ان يصدر معهد مركز النشر الجامعي عملا توثيقيا شاملا في شكل ثلاث رسائل بصدد الطباعة، تجمل ببليوغرافيا أدب المسعدي الذي أكدت البحوث التي اهتمت بأدبه "أن ابداعاته الأدبية على غير مثال تستعصي على التصنيف لانها دكت الحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية المعهودة".