تونس (وات)- أكد رئيس جمعية الدراسات الدولية، عزالدين القرقني "أن الشباب العربي يواجه اليوم بعد الثورات التي شهدتها بلدانه، تحديات عديدة ومتنوعة مرتكزها الأساسي فشل منوال التنمية وتخلف مناهج التعليم وبرامجه في عديد الدول العربية، فضلا عن ضبابية المشهد السياسي في دول الربيع العربي" على حد تعبيره. ولاحظ القرقني لدى افتتاحه السبت أشغال الندوة العلمية التي نظمتها بتونس العاصمة "جمعية الدراسات الدولية" حول "الشباب العربي بعد الثورات العربية الأخيرة" أن "الشباب العربي يطمح اليوم إلى تحقيق ذاته اجتماعيا وتنمويا وسياسيا عبر توفر حقه في الشغل والتوزيع العادل لثمار التنمية وتوفير فضاءات أوسع لحرية التعبير والتنظم". ودعا القرقني الأطراف الفاعلة وخاصة القطاع الخاص إلى مضاعفة الجهد من أجل تمكين الشباب العربي من جني ثمار ثوراته. ومن جانبه أوضح ثابت الطاهر مدير عام مؤسسة "شومان"- الأردن - في مداخلة بعنوان "الشباب العربي: الإنجازات والتحديات" أن "الشباب العربي تمكن خلال الثورة من كسر حاجز الخوف والصمت وطالب بالعدالة الاجتماعية وحرية التعبير"، مضيفا أن هذه الإنجازات تواجه تحديات عدة على غرار"رغبة الأنظمة التي تمت الإطاحة بها في الالتفاف على الثورة وعرقلتها أو سعي بعض الدول الكبرى إلى الحيلولة دون استقرار دول الربيع العربي، رغم ترحيبها المبدئي بالثورات العربية" على حد قوله. ولاحظ الجامعي التونسي سالم الأبيض في مداخلته حول "الشباب والمشاركة السياسية في تونس" أن "الشباب الذي صنع الثورة في تونس رفقة قوى حقوقية ومجتمع مدني كان دوما في صدارة الأحداث والمواجهات"، مشددا في ذات الإطار على ضرورة أن "يولي الفاعلون السياسيون مزيدا من العناية بالشباب وبمشاغله واهتماماته". من جانبه، بين نور الدين النيفر، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية في مداخلته "ثورة الشباب في ثورة التكنولوجيا الاتصالية ونهاية الإيديولوجيات السياسية" أن "ثورة الشباب في تونس وظفت مختلف وسائل الاتصال الحديثة للتعبير عن مشاغل الشباب وآرائه"، ملاحظا "أن غياب الإيديولوجيا هو الذي ساهم في نجاح الثورة في تونس" التي قال إنها "انبتت بالأساس على مطالب ذات بعد اجتماعي". وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة العلمية واكبها عدد هام من الشباب وممثلي المنظمات والجمعيات ومن الحقوقيين.