رام الله (الضفة الغربية) (وات) - رفضت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مساء الجمعة تقارير تحدثت عن وجود أهداف سياسية من التحقيق الذى بثته قناة "الجزيرة " القطرية الفضائية والتي كشفت فيه استنادا الى مختبر سويسرى أن عرفات تعرض لتسميم اشعاعي بواسطة مادة " البولونيوم 210" . وذكرت سهى عرفات التي تعيش في مالطا في مقابلة مع وكالة الانباء الصينية أنها وافقت على طلب الجزيرة المتكرر لتجرى " تحقيقا صحفيا استقصائيا " لتوضيح وكشف حقيقة موت ياسر عرفات حيث قدمت لهم الاغراض الشخصية للزعيم الفلسطيني الراحل لإخضاعها للفحص تحت مسؤولية القناة وتعهد القناة بأن ينظر في هذا الملف علماء وأطباء متخصصون . واعتبرت أن توقيت بث التحقيق جاء بعد ظهور النتائج الطبية بعد عام كامل من الفحوصات من قبل علماء سويسريين . وأعربت عن رفضها للأقاويل والتشكيكات التي تحدثت عن أن هناك أهدافا سياسية خلف هذا التحقيق يستهدف السلطة الوطنية الفلسطينية مشيرة الى ان دورها كان مقتصرا فقط على " كونها زوجة الزعيم ياسر عرفات ويجب موافقة زوجته من أجل إجراء الفحوصات حسب القوانين الأوروبية " مشددة على أنها " لن تكون جزء من أي خلافات مع أحد " . كما أعربت عن اعتقادها بأن المعلومات التي نشرت حول وفاة عرفات مهمة جدا ويمكن متابعتها لكشف الحقيقة للشعب الفلسطيني والعالم مشددة على أن حياة عرفات كانت تهم كل أحرار العالم وليس الفلسطينيين فقط. وحول ربط توقيت عرض فيلم الجزيرة مع مقالات نشرها خالد سلام مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس قالت عرفات أن هذا الربط غير واقعي حيث بدأ تحقيق الجزيرة منذ سنة أو أكثر ولم يكن حينها هناك أي خلافات بين الجانبين . وأضافت أنها سلمت قناة الجزيرة الحقيبة الشخصية لعرفات والتي احتوت على لباسه للنوم وملابسه الداخلية وطاقيته التي كان يرتديها في المستشفى وفرشاة أسنانه بالاضافة الى عينة من لعاب ابنتها زهوة لفحص الحمض النووي الخاص بالرئيس عرفات وللتأكد من ان ملابسه مطابقة له حيث أخضعت جميعها للفحص مشيرة إلى أن الجزيرة أعادت هذه الأغراض على مراحل . وحول عدم تضمين التقرير الصادر من المستشفى العسكرى الفرنسي " بيرسي " الذى عولج وتوفي فيه عرفات في 11 نوفمبر 2004 لفرضية الاصابة بتسمم اشعاعي قالت سهى عرفات ان الجهود الفرنسية لم تتجه في البحث الى الفحوصات النووية. وأكدت على ان المهم الان هو نتائج التحقيق وعلى اللجنة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية متابعة الملف. وحول تأثير عرض الفيلم على السلطة الفلسطينية والرئيس عباس وظهورهم بمظهر " المقصر " في هذا الملف قالت سهى عرفات أن الرئيس عباس كان على الدوام داعما في هذه القضية ونادى دائما بكشف حقيقة وفاة ابو عمار رافضة اتهام اللجنة الفلسطينية التي شكلتها السلطة الفلسطينية برئاسة مدير جهاز المخابرات الأسبق اللواء توفيق الطيراوى للتحقيق في وفاة عرفات بالتقصير في عملها . وقالت عرفات " لا اتهم أحدا بالتقصير ... ولا علم لي إلى أين وصلت التحقيقات فيها واعتقد ان عملها يحتاج إلى الإمكانيات والدعم وأنا أتفهم هذا الامر " مشيرة الى استعدادها للقيام بعمل تنسيق وربط مع المختبرات السويسرية في هذا المجال . وفيما يتعلق بمسالة استخراج رفات عرفات لاخذ عينه للفحص قالت عرفات انها ستتعاون مع كل الخطوات التي من شأنها تحديد أسباب وفاة ياسر عرفات معربة عن اعتقادها بأن الشعب والسلطة الفلسطينية عليهم طرق كل السبل لكشف الحقيقة ومعرفتها والرابح من ذلك هم الفلسطينيون . وتوقعت سهى عرفات أن تتابع السلطة الفلسطينية ما صدر من نتائج ومعلومات مشيرة الى أن الخبراء الذين قاموا بالفحص لم يحصلوا على مقابل نظير عملهم من أجل كشف الحقيقة . وأعربت عن رضاها لردود الفعل التي قام بها الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية بضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق ولمعرفة ملابسات وفاة ابو عمار . وكان تحقيق بثته قناة الجزيرة الثلاثاء الماضي عرض أدلة جديدة بشأن العثور على مستويات غير طبيعية من مادة "البولونيوم 210" عالية الإشعاع في مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته وذلك بعد فحوصات علمية دقيقة . وقام بالتحاليل التي أسفرت عن اكتشاف هذه المادة معهد الفيزياء الاشعاعية في مدينة لوزان بسويسرا .