قال وزير الخارجية في الحكومة التونسية المؤقتة رفيق عبدالسلام في تصريحات بثتها امس إذاعة «موزاييك أف أم» التونسية الخاصة «لقد دعونا إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب تتمخض عنه مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تنظر في ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات». دعت تونس إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث ظروف وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 2004 في العاصمة الفرنسية باريس. وقال وزير الخارجية في الحكومة التونسية المؤقتة رفيق عبدالسلام في تصريحات بثتها امس إذاعة «موزاييك أف أم» التونسية الخاصة «لقد دعونا إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب تتمخض عنه مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تنظر في ملابسات وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات». وأضاف «نريد لجنة تحقيق دولية شبيهة بتلك اللجنة الدولية التي تشكلت تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة للتحقيق في ظروف وفاة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري». وأرجع ذلك إلى العلاقات الخاصة التي كانت تربط الرئيس الفلسطيني الراحل بتونس وبالاحترام الذي تكنه تونس لهذا الرجل قائلا: «نشعر بدين خاص تجاه هذا الرجل العظيم الذي أثر كبير التأثير في المسار الوطني الفلسطيني». وعادت قضية وفاة عرفات لتطفو من جديد على سطح الأحداث على خلفية المعلومات الجديدة التي كشفتها قناة «الجزيرة» في تحقيق استقصائي أثبت أن عرفات اغتيل بمادة البولونيوم. وأشار التحقيق إلى أن مختبرا سويسريا مختصا بالكشف عن «الجرائم النووية» أكد وجود مادة «البولونيوم» المشعة في ملابس عرفات الداخلية والقبعة التي كان يرتديها وفي فرشاة الأسنان التي كان يستعملها. وتفاعلت السلطة الفلسطينية بشكل كبير مع النتائج التي خلص إليها التحقيق، حيث سارعت إلى المطالبة بلجنة تحقيق دولية في وفاة الرئيس ياسر عرفات. يشار إلى ان الرئيس الفلسطيني الراحل توفي في 11 نوفمبر في مستشفى «بيرسي» العسكري في العاصمة الفرنسية باريس. إلى ذلك، رفضت إسرائيل أمس الاتهامات التي وجهت إليها بالمسؤولية عن وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة ان مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى رفضت «جملة وتفصيلا الاتهامات التي وجهت لإسرائيل بالمسؤولية عن وفاة عرفات». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن سبب وفاة عرفات موجود في ملفه الطبي الذي تحتفظ به أرملته سهى. وأضاف ان عرفات «لم يمت في جزيرة نائية وإنما في مستشفى معروف بفرنسا، حيث أشرف على علاجه طاقم طبي فرنسي كبير وهم يعلمون علم اليقين سبب وفاته». وقال المتحدث انه لا يمكن الاعتماد على تحقيق قناة «الجزيرة» حول اكتشاف آثار لمادة البولونيوم المشعة في الملابس التي كان يرتديها عرفات في الأيام الأخيرة قبل وفاته عام 2004 وذلك بسبب عدم معرفة مكان وجود هذه الملابس طوال السنوات الثماني الماضية. وكان مسؤولون فلسطينيون لمحوا الى مسؤولية إسرائيل عن «تسميم» عرفات، حيث يعرف انها سبق ونفذت عمليات اغتيال أو محاولات اغتيال بالسم ضد عدد من القياديين الفلسطينيين، منها محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان. في غضون ذلك قالت أرملة عرفات سهى لشبكة «سي أن أن» الأميركية انها طلبت فحص رفات زوجها. وأضافت سهى انها تطلب نبش جثة زوجها لكشف الحقيقة كاملة حول وفاته «والتأكد بشكل تام من وجود البولونيوم». وذكرت أنها لم تتقدم بطلب رسمي للسلطة الفلسطينية نظرا لعدم الحاجة لذلك، علما أن جثة الزعيم الفلسطيني الراحل ووريت في رام الله بالضفة الغربية بعد وفاته بمستشفى عسكري في فرنسا. أما العالم السويسري فرانسوا بوشو الذي شارك في الاختبارات على مقتنيات الرئيس الفلسطيني الراحل، فأشار إلى أن «النتائج لا تجزم بأن الزعيم الفلسطيني الراحل مات جراء التسمم الإشعاعي، بل إن بعض العوارض المسجلة في حالته لا تتطابق مع تلك التي تظهر في حالات مماثلة».وشدد بوشو مدير معهد الفيزياء الإشعاعية في لوزان بسويسرا في حديث لل «سي أن أن» على انه لا يجزم بوفاة عرفات بتسمم إشعاعي، مشيرا إلى ان السجلات الطبية لا تتماشى وتسميمه بمادة «210موينولوبلا». وأضاف ان «الوسيلة الوحيدة لحل هذا التضارب هي بفحص الرفات». وقال إن الفحوص المعملية أجريت على فرشاة أسنان وكوفية وبعض ملابس عرفات. 6 جوان 2012