باردو (وات) -عقدت اللجنة القارة التشريعية للشؤون التربوية يوم الاربعاء جلسة حوار مع وزير التربية عبداللطيف عبيد تركزت حول بعض مشاكل المنظومة التربوية وخاصة التسريبات في الامتحانات ومكافحة الفساد ومكافحة العنف في المدارس واصلاح المنظومة التربوية. والتأمت هذه الجلسة بطلب من اعضاء لجنة الشؤون التربوية طبقا لما يتيحه الفصل 2 من قانون التنظيم المؤقت للسلط العمومية بهدف ارساء تقليد عمل برلماني بمناسبة انتهاء السنة الدراسية يكون فرصة لاجراء تقييم لها ولنتائج الامتحانات والتعرف على البرامج المقبلة للحكومة في المجال. وذكر رئيس اللجنة عبد السلام شعبان (كتلة المؤتمر) لدى افتتاح الجلسة ان تونس تولي منذ الاستقلال أهمية كبيرة لقطاع التربية والتعليم وهو ما جعلها تحقق نسبة تمدرس تفوق 99 بالمائة "مما احدث ثورة اجتماعية" تمثلت في تقلص نسبة الامية وبروز نخب مثقفة وترسيخ مبادىء الحداثة. وقال ان الاصلاحات التربوية مكنت المنظومة التربوية من اكتساب روح العصر والاتجاه نحو المستقبل ودخول مجتمع المعرفة. وقال وزير التربية في مداخلته امام اللجنة ان السنة الدراسية الحالية "مرت عموما بسلام" بعدما ساد الحوار والتعاون علاقات مختلف الاطراف المتدخلة فيها، مشيرا الى ان الظروف المناخية الصعبة التي عرفتها البلاد أدخلت اضطرابا على سير الدروس في عديد المناطق وخاصة مناطق الشمال الغربي. وبين الوزير ان الندوة الوطنية التي نظمتها الوزارة حول اصلاح المنظومة التربوية والتي حضرها قرابة 600 من الخبراء التونسيين والعرب والاجانب لتدارس الوضع التربوي الراهن وتجارب الاصلاح منذ الاستقلال قد خلصت الى جملة من التوصيات التي تم الشروع في تطبيقها ومنها تأسيس مجلس اعلى للتربية. وأضاف ان الوزارة بصدد اعداد مشروع قانون لانشاء هذا المجلس وسيعرض من قبل الحكومة على المجلس الوطني التاسيسي وان الوزارة تفكر في انشاء معهد وطني لتقييم المنظومة التربوية. وقال انه في غضون ستة اشهر ونصف نظمت الوزارة عدة تظاهرات وطنية بالمدارس والمعاهد حول المطالعة والمكتبات المدرسية والتربية على قيم العمل وانه سيتم الاحتفال بشكل متميز ب"يوم المدرس العالمي"، معربا عن الامل بان يجري هذا الاحتفال بحضور الرئاسات الثلاث. كما شرعت الوزارة في استشارة بين رجال التربية حول تقييم التعليم الابتدائي والمدرسة الابتدائية. وأضاف ان الفضاءات التربوية والتعليمية التونسية ستحتضن في الايام القادمة انشطة "للاشادة بقيم الدستور" الجديد الذي يسنه المجلس الوطني التأسيسي. وحول موضوع التسريبات في امتحان الباكالوريا قال عبد اللطيف عبيد ان التحقيقات العدلية والادارية التي اجريت أظهرت مواطن خلل وتقصير في اجراءات الاعداد للامتحان سيتم تلافيها مستقبلا، مشيرا الى وجود معطيات تؤكد ان مثل هذه الجريمة كانت ترتكب بشكل مضطرد في السنوات الماضية. وبخصوص ظاهرة العنف المدرسي قال وزير التربية ان هذه الظاهرة بصدد المعالجة الا انها تعود الى تراكمات تستوجب خطة تمتد على زمن غير قصير. وأكد النواب، من جانبهم، على ضرورة مكافحة الفساد في وزارة التربية والعناية بالمدارس في الارياف والعمل على الحفاظ على قيمة الشهائد العلمية التونسية وتحسين التربية على الاخلاق الحسنة وعلى حقوق الانسان لدى التلاميذ.