تونس (وات)- دعا الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالقطاع الخاص، بلقاسم العياري، إدارة مجمع "ليوني" إلى العدول عن قرارها القاضي بغلق وحدة إنتاجها بالزهراء ونقل نشاطه إلى فرعها بالمسعدين من ولاية سوسة، واصفا اقتراحها المتمثل في النقلة الاختيارية للعمل إما بفرعها في ماطر او بالمسعدين ب"الحل التعجيزي". وأكد العياري خلال ندوة صحفية عقدها الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الثلاثاء بمقره بالعاصمة، "استعداد المنظمة الشغيلة للتحرك على المستويين التفاوضي والنضالي من أجل الإبقاء على فرع المؤسسة في الزهراء والدفاع عن 600 موطن شغل التي يوفرها". وأعرب محمد علي البوغديري الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس، من جهته، عن الأمل في أن تتدخل الحكومة لإثناء إدارة الشركة عن قرار الغلق وإيجاد حل ينقذ المؤسسة و"لا يحمل الاتحاد على اتخاذ أشكال نضالية قانونية للدفاع عن حق العمال في الشغل" كما قال، منبها إلى ما اعتبره "تداعيات خطيرة لقرار الإدارة على جهة بن عروس" التي قال انها " تتميز بحساسية الوضع الاجتماعي فيها نظرا لثقلها الاقتصادي والنقابي". وأبرز المسؤول النقابي الجهود التي يبذلها الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس في نزع فتيل التوترات والمحافظة على مناخ اجتماعي سليم في الجهة واستعداد المنظمة الشغيلة للتفاوض والحوار، داعيا المسؤولين في الشركة الى "التحلي بروح ايجابية من أجل إيجاد حل للمسالة يرضي كافة الأطراف"، مشيرا إلى وجود مقترحات حلول بديلة، بحسب تقديره، من بينها" توفير مقر جديد لفرع مجمع ليوني بولاية بن عروس اقل كلفة من مقرها الحالي الذي تبلغ تكلفته مليون دينارسنويا" . أما الكاتب العام للنقابة الأساسية لفرع "ليوني" الزهراء فقد تحدث من جانبه عما قال انه "تعنت إدارة المجموعة وتخطيطها المنهجي لغلق فرع الزهراء دون الأخذ بعين الاعتبار ما قد يترتب عن هذا القرار من تداعيات اجتماعية قاسية على العمال والعاملات وأسرهم" مفندا أن يكون غلق المجمع قد أملته ظروف اقتصادية وصعوبات فنية واصفا ذلك ب"الادعاءات". كما استنكر النقابي ما قال انه "استهتار إدارة الشركة وضريها عرض الحائط بكل الاتفاقيات ومحاضر الجلسات التي تعهدت بموجبها بعدم المساس بمكاسب العاملات والعمال واستقرارهم"، معتبرا أن الهدف من الحملة الإعلامية التي تقوم بها المؤسسة لتبرير غلق فرع الزهراء هو تهيئة الراي العام لتقبل هذا القرار. ودعا، من جهة أخرى، كل المنظمات الحقوقية والإعلام والأحزاب وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي إلى الوقوف إلى جانب العمال من أجل "حماية حقهم في الشغل والضغط على إدارة المؤسسة وعلى الحكومة في اتجاه إعادة النظر في قرار الغلق". من جانبه، أعرب فرع بن عروس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان تم توزيعه خلال الندوة الصحفية عن انشغاله العميق بالوضع في فرع الزهراء لمجمع "ليوني" مبديا "تضامنه المبدئي واللامشروط مع العاملات والعمال". ودعا بيان فرع الرابطة ببن عروس إدارة الشركة إلى التراجع عن قرارها، محملا إياها كامل المسؤولية عن تداعيات قرارها الذي لا يستند، بحسب البيان، إلى" أي أسس موضوعية وليس له دواع اقتصادية ولا فنية". وكان المدير العام لمجمع "ليوني تونس"، محمد العربي رويس، أكد الأربعاء الماضي خلال ندوة صحفية أن تراجع مستوى الإنتاج ومختلف الصعوبات التي تتعرض لها وحدة الإنتاج بالزهراء كانت وراء اقتراح الإدارة العامة على أعوانها وإطاراتها بالزهراء النقلة الاختيارية للعمل بوحدتي الإنتاج بماطر او بالمسعدين. واعتبر هذا المسؤول ان "هذا الحل هو الوحيد القادر على الإبقاء على مواطن الشغل وتلافي نقل النشاط إلى بلدان شرق أوروبا"، مشيرا إلى أن الحريف الوحيد الذي يتعامل مع وحدة الإنتاج بالزهراء أصبح منذ مدة عاجزا على الحفاظ على حجم طلبياته وذلك بسبب مروره بصعوبات مرتبطة أساسا بالأزمة الاقتصادية العالمية في قطاع تصنيع السيارات. وأعلن في هذا اللقاء الصحفي ان مجمع "ليوني" يقترح على كل عامل بفرع الزهراء "نفس الوظيفة او وظيفة مشابهة لها في إحدى وحدتي الإنتاج في ماطر او المسعدين مع المحافظة على جميع الحقوق المكتسبة"، مؤكدا ان المجمع سيوفر "الدعم الكافي لتامين نقلة الموظفين الذين قبلوا النقلة وذلك بضمان كافة المصاريف الناشئة مباشرة عن هذه النقلة الاختيارية وعرض السكن بصفة استثنائية على حساب المجمع لمدة سنة بداية من تاريخ النقلة حسبما يقتضيه عرف القطاع". وبالنسبة للعمال الرافضين للنقلة الاختيارية من وحدة الإنتاج بالزهراء، أوضح المدير العام أن مجمع "ليوني" ملتزم ب"تفعيل التشريع الاجتماعي المعمول به في البلاد التونسية في مثل هذه الحالات وسيضمن للعمال جميع مستحقاتهم القانونية والشرعية في كنف الشفافية والحوار مع الأطراف المعنية"، بحسب تأكيده، مؤكدا ان مجموعة "ليوني" ستبقي على جميع قنوات التواصل والحوار مفتوحة مع الأطراف ذات الصلة وخاصة الطرف النقابي. وكشف المدير العام، من جهة أخرى، أن مجمع "ليوني تونس" سيشرع، في نطاق توسيع وحدة إنتاج الكوابل لفائدة أحد الحرفاء، في "تنفيذ عملية انتداب لا مثيل لها من قبل وذلك بإحداث 1700 موطن شغل مباشر إلى حدود سبتمبر 2012 " بحسب قوله.