تونس (وات) - انتظمت صباح الخميس بمقر وزارة الشؤون الدينية جلسة حوارية ضمت ممثلين عن الوزارة ونخبة من إعلام الفكر والثقافة والإعلام للتداول بشأن المشهد الديني واليات الإصلاح الممكنة وسبل الارتقاء بنمط الخطاب الذي تصدره المؤسسات الدينية بالإضافة إلى طرح الإشكاليات الحادثة وسبل تجاوزها. ولدى افتتاحه هذه الجلسة بين وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي ان هذه البادرة تعد مواصلة لسلسلة لقاءات دأبت الوزارة على عقدها مع مختلف مكونات المجتمع التونسي "تلمسا للفكري المشترك انطلاقا من المسألة الدينية وتفاعلا مع مفردات ومقاربات فكرية حول هذه المسألة على اعتبار الوزارة شأنا عموميا و مجتمعيا تقف على نفس المسافة من الجميع". وتساءل الجامعي حمادي الرديسي عن كيفية إدارة الدولة للشأن الديني على النحو الذي يضمن الحياد وينأى بالمؤسسات الدينية عن التوظيف السياسي مطالبا بإعادة النظر في المنظومة القانونية والترتيبية في اتجاه يضمن تكريس أكثر ما يمكن من استقلالية وداعيا في مستوى آخر إلى ايلاء العناية بالإطار المسجدي مقترحا تشكيل لجنة علمية متخصصة يوكل إليها الإشراف على الانتدابات وفق مقاييس علمية مضبوطة. وطرح الجامعي حميدة النيفر لهذه المسألة من جانبها الفكري والتاريخي معتبرا ان "المشهد الديني في تونس يعاني من أزمات عديدة ومركبة" أنتجت على حد تعبيره "خطابا دينيا ضعيفا ومنغلقا حاملا لردود انفعالية لم تنتج وعيا تاريخيا". ودعا إلى عقلنة المؤسسات الساهرة على الشأن الديني الذي اعتبره "شأنا مجتمعيا وليس شأن السلطة الحاكمة لوحدها" استنادا إلى رؤية عمل مشتركة تبعدها عما أسماه "التشظي المؤسساتي" ومقترحا استرايجية عمل ظرفية تساوقها أخرى على المديين المتوسط والبعيد. أما المتخصص في الحضارة الإسلامية سامي براهم فاقترح تشكيل وحدة بحث مفتوحة وقارة صلب الوزارة يوكل إليها وضع تصورات تتعلق بالشأن الديني ومنهجية إدارته داعيا إلى أن تقتصر الوزارة في إشرافها على الشأن الديني على ما هو إداري قانوني ترتيبي مؤسسي وأن تعمل على توفير المناخات العامة التي تشيع توفير المعلومة الدينية للجميع. ودعا الباحث والإعلامي جمال الدين دراويل إلى إعادة الاعتبار لمدرسة التنوير الزيتوني والتركيز على "القضايا المنسية في الرسالة الإسلامية" كالاجتهاد والعقل والحرية ومقاصد الشريعة والتواصل مع المختصين في الفكر الإسلامي عامة مقترحا عوض وحدة البحث التي تم اقتراحها لجنة علمية تضم نخبة من الكفاءات والأكاديميين.