تونس (وات)- لا تجد المرأة الريفية بدا في ظل الصعوبات التي يطرحها سوق الشغل من الانتصاب للحساب الخاص والبحث عن الادوات الكفيلة بتذليل العراقيل الهيكيلية التي قد تعترضها أثناء وبعد بعث المشروع . وتتجسد هذه الصعوبات بالخصوص في التمويل المادي للمشروع وفي طرق التموقع في السوق ومجابهة التحديات التي تطرحها المنافسة والتسويق. وللوقوف على واقع المرأة الريفية وعلى ما تواجهه من نقص في الامكانيات والمرافق اللازمة لانجاز مشاريعها، التقت /وات/ العديد من النساء اللائي بعثن مشاريع خاصة. وفي هذا الاطار بينت الفة مخلوف (اصيلة ولاية نابل) انها استقالت من موقع عمل قار من أجل بعث مشروع في المجال الفلاحي يتناسب وتكوينها الاكاديمي في الهندسة الفلاحية. وهو مشروع قالت انه "يوفر 30 موطن شغل ويتمتد على 12 هكتارا" وانها ارادت من خلاله "تطوير مناهج العمل التقليدية المعتمدة في هذا المجال وتعصيرها"، مبرزة ما وجدته من صعوبات جمة في تغيير العقليات في اتجاه تعزيز روح المبادرة والتعويل على الذات في بعث المشاريع. وقد انطلقت الفة مخلوف سنة 2001 في انجاز مشروعها الذي يتمثل اساسا في تهيئة الفضاءات الخضراء وبيع لوازم الحدائق والنباتات التزويقية وغيرها... ولاحظت الفة أنها تعرضت لعديد من الصعوبات في المرحلة الاولى من انطلاق المشروع ومنها بالخصوص البحث المتواصل عن طرق ترويج منتوجها في السوق المحلية التي تبقى حسب قولها "مهمة مضنية تفرض صبرا كبيرا سيما وسط مناخ من المنافسة الشرسة". من جهتها بينت عائدة عون (31 سنة) انها تتولى بمفردها تسيير مؤسسة لرعاية الابقار وتحويل مشتقات الحليب، وتنهض يوميا على الساعة الرابعة صباحا وتقطع أكثر من 10 كيلمترات للوصول الى مكان عملها بمنطقة الهوارية من ولاية نابل. وتقوم برعاية 35 بقرة ومواكبة حلبها بالاضافة الى انها تشرف على عملية تحويل الحليب الى اجبان وما تستوجبه من دقة متناهية من اجل ضمان منتوج جيد يوءمن لها عائدات تساعدها على الايفاء بتعهداتها المالية تجاه البنوك. وتعمل عائدة جاهدة على توسيع مشروعها الذي يعد اليوم من المشاريع الفلاحية الاكثر مردودية. كما التقت /وات/ بجميلة محروقة، امراة في الاربعين من عمرها، تتقد حيوية ونشاطا، اصيلة ولاية قابس حيث بعثت مشروعا لرعاية الابقار وصنع الاجبان بمارث. وبينت جميلة انها تابعت قبل الشروع في تنفيذ مشروعها دورة تكوينية في الغرض . واستعرضت الصعوبات التي اعترضتها والتي قالت انها تتمثل بالخصوص في توفير التمويل قائلة"لقد استنفذت كل قواي من أجل ايجاد التمويلات اللازمة بعد أن طرقت جميع الابواب دون مجيب"، مشيرة ايضا الى ما واجهته من صعوبات في عملية التسويق التي يبقى حلها حسب رايها "رهين بعث مجمعات لتنمية المراة الريفية وبعث معارض في الغرض لعرض منتوجها" اما سنية الجباري (ولاية نابل) فقد بعثت بفضل ما يحدوها من ارادة قوية وطموح لامتناهي، مشروعين الاول في مجال المرطبات والثاني في القطاع الفلاحي في منطقة بوعرقوب من ولاية نابل. وقد استغلت سنية الارض التي تحصلت عليها في اطار اسناد اراضي فلاية للشباب، في زراعة الزياتين والخضر والغلال بالاضافة الى انها اقامت مشروعا في اختصاص المرطبات على جزء من هذه الارض التي تمسح 3 هكتارات. وهي توءكد على غرار جميلة محروقة أن الحل للنهوض بواقع المرأة الريفية ومساعدتها على تطوير مشاريعها يكمن اساسا في مضاعفة عدد المجمعات الاقتصادية النسوية التي تساهم في تسويق منتوجاتهن. وقد بينت منسقة خلية المرأة الريفية بولاية نابل عزة السويسي في هذا السياق أنه من اجل النهوض بالمشاريع النسوية في ولاية نابل، يجب مد المراة الريفية بالمساعدة الفنية وتنظيم ايام اعلامية في الغرض لفائدتها فضلا عن انخراطها في مجمعات وجمعيات تنموية للنهوض بواقعها . واضافت بأن دور هذه الهياكل هو تعريف المراة الريفية باليات التمويل ومساعدتها على اكتساب الكفاءة اللازمة لبعث المشاريع وتسويق منتوجاتها.