يعتبر مجمع «الأنصارين» مشروعا رياديا في جهة منوبة لما حققه من نجاح في تطوير المعارف التقليدية للمرأة الريفية، غير أن هذا المشروع لم يحجب نقائص عديدة كانت وما تزال تؤرق المرأة الريفية في منوبة. تعمل السلطات الجهوية في ولاية منوبة على تدعيم المشاريع المتعلقة بالمرأة على غرار المشروع النموذجي للنهوض بالمرأة وتنمية الفلاحة العائلية بالجنايدية والقفاية ومجمع الأنصارين وفضاء الاسرة الريفية للترفيه وعرض وتسويق منتوجات المرأة الريفية بمنطقة العروسية بالبطان وتفعيل آليات التدخل لمزيد تنشيط متساكني تلك المناطق الريفية التي تؤمها فئات ضعيفة وتحكمها ظروف اجتماعية صعبة على اعتبار الصورة البدائية التي لا تزال عليها تلك المناطق، وذلك بمساعدتهم على تحديد مشاريع صغرى وانجازها مثل مشاريع الفلاحة العائلية الصغرى كتربية النحل وتربية الدجاج والنسيج والطريزة. منظومة ترويج وتسويق المنتوجات مجمع «الانصارين» هو مشروع ريادي حقق نجاحا هاما في تطوير المعارف التقليدية للمرأة الريفية وفي تحسين مستوى عيش بعض الاسر الريفية لكن عوائق انعدام عمليات تسويق المنتوج وعدم ايجاد مسالك قارة لبيعه حالت دون تحقيق الأهداف المنتظرة، هذه المشاغل والتي طرحتها الفتيات امام السيدة ليليا العبيدي وزيرة المرأة على هامش زيارتها لولاية منوبة مؤخرا، حيث أكدن ضرورة ترميم مقر المجمع وتوسيعه حتى يستجيب للطلبات الملحة على خدماته وحتى يقوم بدوره كنواة للتكوين وتعليم الكبار وادماج الفئات النسائية الريفية في التنمية وتحسين أدائها في الدورة الانتاجية واحداث نقطة بيع خاصة به تفتح لهن افاقا لترويج منتوجهن وتحسين ظروفهن العائلية الصعبة. وقد نوهن في الاطار بمشروع فضاء الاسرة الريفية للترفيه وعرض وتسويق منتوجات المرأة الريفية بمنطقة العروسية بالبطان الذي بعث في جانفي 2010 وخصص لترويج منتوجهن مطالبين بمزيد تحسين أدائه وتدعيم مكوناته حتى يكون فضاء ترفيهيا ومجالا لتبادل الخبرات والتجارب بين باعثات المشاريع الصغرى مع امكانية ادراجه من قبل وزارة المرأة ضمن زيارات سياحية للوفود الاجنبية والتعريف بمنتوجاته مع تكثيف فرص مشاركتهم في المعارض الجهوية والوطنية ولمَ لما امضاء اتفاقيات مع المغازات الكبرى لتمكينهم من فرص لترويج منتوجهم البيولوجي التقليدي. الاحاطة الفكرية والثقافية بالمرأة الريفية مركز الفتاة الريفية بالقفاية بطبربة الذي احدث سنة 2002 قصد توفير فضاء لتكوين الفتيات بالمنطقة في اختصاص الصناعات التقليدية بات بدوره في حاجة مؤكدة لتفعيل نشاطه وتحويله الى قطب اشعاع للاحاطة الفكرية والثقافية بالمرأة بالوسط الريفي وتقريب مختلف الخدمات اليها وتنمية قدراتها ومهاراتها وذلك بضبط برامج تنشيطية وتحسيسية يشارك فيها مختلف المتدخلين في مجال النهوض بالمرأة في الوسط الريفي خاصة أمام المعاناة الكبيرة التي عاينتها السيدة الوزيرة في تلك المنطقة اذ ترزح الفتيات والنساء تحت خط الجهل والفقر ببعد المدرسة عن المنطقة وغياب ادنى المرافق ومنها الطريق ووسائل النقل ومواطن الرزق. وقد شدد السيد منصف العمراني والي الجهة في مختلف لقاءاته المتعلقة بالمرأة الريفية على ضرورة تفعيل البرامج والخطط الجهوية وتكثيف التكوين والاحاطة والارشاد مع تجاوز صعوبات افتقارها للمهارات المهنية بما يضمن تحسين دخل الاسرة الريفية وبرامج النهوض بالاقتصاديات العائلية خاصة ما يتعلق منها بالأنشطة القائمة على عمل المرأة في الميدان الفلاحي وتربية الماشية وتحويل المنتجات الفلاحية وغيرها من الصناعات التقليدية. كما جرى التأكيد على توجيه البنك التونسي للتضامن والجمعيات التنموية المحلية والبرامج الجهوية للتنمية جهودها نحو المرأة الريفية خاصة محدودات الدخل والمعوزات.