قبلي (تحرير حمد التايب)- تختلف العادات وتتعدد التقاليد من بيت لآخر بجهة نفزاوة من ولاية قبلي خلال شهر الصيام إلا أن لليلة ختم القران الكريم طابعها الخاص ومميزاتها التي تجمع بين كافة الأهالي الذين يسعون للتحضير لها انطلاقا من أولى أيام الأسبوع الرابع من شهر رمضان حيث تعج خلال هذا الأسبوع الأسواق ومحلات بيع الأعشاب الطبيعية والتوابل بالنسوة لاقتناء مكونات "بخور27" مثلما يسميه الأهالي. وأوضحت السيدة فاطمة البحري، أصيلة منطقة نويل لمراسل "وات" بالجهة، ان النسوة تحرصن على الاحتفال بليلة ختم القران او ليلة القدر عبر تحضير هذا النوع من البخور من خلال دمج العديد من الأعشاب الطبيعية منها "الكمون والداد والفصوخ والجاوي والزعفران وأوراق الورد". وبينت أن الرجال يأخذون معهم هذا البخور إلى المساجد أثناء صلاة تراويح ليلة القدر او ليلة ختم القرآن "لتزداد بركات هذا البخور الذي يعد من أفضل معطرات البيت عند نسوة الجهة ويستعمل خاصة في المناسبات الهامة من أفراح وأعياد إضافة إلى كونه الأداة المثلى للوقاية والشفاء من الحسد والعين" على حد تعبيرها. وأشارت إلى أن نسوة ببعض مناطق الجهة يرسلن مع هذا البخور مبالغ مالية رمزية يتبرعن بها للمسجد او بعض الماء والسكر الذي يحفظ بالبيت للتداوي على حد اعتقادهم، كما تحرص النسوة أيضا على تبادل كميات من البخور فيما بينها من قبيل البركة. وأما بخصوص "كسكسي الموتى" أو "كسكسي الألواح" مثلما يسميه البعض فان الإعداد له ينطلق منذ صباح ليلة القدر حيث تقوم سيدة البيت أو أكبر النسوة سنا بالبيت، بقياس الكمية المزمع طهيها عبر تخصيص مناب أو "لوح" مثلما يسميه الأهالي من السميد لكل فرد قد فارق الحياة من العائلة الموسعة للزوج ويكون وضع المنابات عادة بالتدرج من الأكبر سنا إلى أصغر المتوفين. ويتم تحضير هذا الكسكسي وجوبا قبل صلاة العصر حيث تقول الأسطورة او المعتقدات السائدة على حد تعبير السيدة فاطمة البحري أن "الموتى يشمون رائحة هذا الطعام في قبورهم ويضمون أيديهم فرحة لكون أقاربهم قد تذكروهم بهذه المناسبة وزكوا عنهم بعض الطعام". وإثر صلاة العصر يقدم هذا الكسكسي لأطفال الحي الذين يجوبون البيوت لأكله "ليحصل الميت على الثواب"، وفق اعتقادهم، كما يتم أيضا تبادل كميات من هذا الكسكسي بين نسوة الحي لكن دون تسقيته أي دون وضع الحساء عليه.