عادات كثيرة لاتزال تحافظ عليها العائلات القيروانية في شهر رمضان انطلاقا من الليلة الأولى. ومن الليالي الفارقة في شهر رمضان هي «ليلة النصف» التي تعتبر ليلة التصدق والعبادة ومستقر عدة تقاليد. وقد صادفت مساء الأحد المنقضي. وجريا على العادة يتصدق أرباب المخابز بالأرغفة. وهذه العادة تواصلت وتم فعلا مساء ليلة النصف تفعيل هذه العادة. أما العائلات فتقوم بإخراج صدقة ما يعرف بعشاء الموتى. وعند إطلاق مدفع الإفطار(لم يعد مدويا). فتدفع العائلات بالأطعمة للغريب وعابر السبيل وللجيران. ومن العادات الأصيلة التي حافظت عليها العائلات القيروانية هي طبخ الكسكسي بكميات وافرة مع لحم الضأن وذلك تيمنا بالصحة الجيدة والوفرة. كما يتم التصدق من هذا الطعام. صدقات وهدايا وفي هذا اليوم أيضا تنفق العائلات القيروانية نصيبا من المال لترميم القبور وتبييضها وإحاطتها ترحما على الموتى فينتفع من ذلك العاملون وتتم دعوة القراء لتلاوة القرآن. وشهدت مساجد القيروان ليلة النصف إقبالا كبيرا وخصوصا خلال صلاة التراويح التي أصبحت مدتها تتقلص قليلا بعد الحزب الثلاثين. أما دار القرآن بالجهة فاحتضنت مسامرة دينية نظمتها الجمعية القيروانية للمحافظة على القرآن الكريم مع الجمعية التونسية للعلوم الشرعية بعنوان : أثر اللسانيات في فهم القرآن وتأويله» للدكتور محمد صبحي البعزاوي. أما طبّال السحور فيحصل في هذه الليلة على بعض مستحقاته متمثلة في أطباق من الحلويات وخصوصا الزلابية والغريبة إلى جانب المال.. ويتم ذلك عن طيب خاطر ووفاء لهذه العادة التي يأمل القيروانيون ألا تندثر وتحجب مثلما حصل مع مدفع الإفطار. ويبتهج الأطفال بتجواله بين الأزقة ويتتبعون خطاه ويخرجون إلى الزنقة يتبعون إيقاع نقرات عصاه الهاوية على جلد الطبلة.. وتعد هذه الليلة أيضا مناسبة للتزاور وتبادل الهدايا بين الأزواج والمخطوبين. ومن العائلات من يحتسبها من الموسم وتهدى فيها الأواني النحاسية وقطع المصوغ. رغم أن الحرفيين أشاروا إلى تراجع هذه العادة. عبادات أما بالنسبة لدور العبادة فتظل المساجد الكبرى مفتوحة منذ صلاة العصر حتى صلاة العشاء وهي جامع الأنصاري والزيتونة والسيد الصحبي وتقع فيها تلاوة أختام القرآن قبل المغرب وتهدى التلاوات لأرواح من دفنوا خارج مدنهم(تشبه صلاة الغائب). وتتم خلالها رش الحاضرين بمرشات الزهر وتقديم الحلوى والحلويات وخصوصا المقروض القيرواني للتحلية والتي يأخذونها إلى بيوتهم بسبب صيامهم.