تونس 19 جوان 2009 (وات) تعود نشاة الالعاب المتوسطية الى سنة 1951 وكان ذلك بمبادرة من الدكتور محمد طاهر باشا وهو رجل مختص في مجال العلوم السياسية بمصر كان يطمح الى احداث تظاهرة رياضية تهدف الى ارساء السلم في فترة تميزت بالتوترات والصراعات بين مختلف القوى الكبرى في العالم. وجاءت هذه البادرة على اثر الالعاب الاولمبية التي احتضنتها لندن حيث برزت لدى اللجان الوطنية الاولمبية للدول المطلة على البحر الابيض المتوسط فكرة الاحتفال بالالعاب التي تهدف الى التقريب بين مختلف ثقافات البحر المتوسط. كان ميلادها الحقيقي بالاسكندرية /مصر/ حيث اقيمت الدورة الاولى من 15 الى 20 اكتوبر وشاركت فيها 10 بلدان في 13 اختصاصا. وكانت ايطاليا فازت انذاك بالمركز الاول بعد ان جمعت في رصيدها 62 ميدالية /28 ذهبية و22 فضية و12 برونزية/ واحتضنت مقاطعة كاتالونيا /اسبانيا/ الدورة الثانية التي شهدت مشاركة 9 بلدان. وكان اللقب من نصيب فرنسا التي جمعت 99 ميدالية /39 ذهبية و29 فضية و31 برونزية/ في حين اكتفت اسبانيا البلد المنظم بالمركز الثالث خلف ايطاليا. وانتقلت الالعاب المتوسطية اثر ذلك من افريقيا واوروبا الى قارة اسيا حيث اقيمت الدورة الثالثة سنة 1953 في بيروت بمشاركة 13 بلدا من بينها تونس التي سجلت حضورها لاول مرة واحرزت المركز التاسع ب3 ميداليات ذهبية وفضيتين وواحدة برونزية في حين عاد اللقب الى فرنسا ب69 ميدالية. وفي دورة نابولي 1963 ضربت تونس موعدا مع التالق بفضل الانجاز الذى حققه العداء محمد القمودى باحرازه ذهبيتي سباقي 5000م و 10000م. وعاد لقب الدورة الرابعة الى ايطاليا البلد المنظم التي حققت 32 ميدالية ذهبية متقدمة على تركيا وفرنسا. واحتضنت تونس سنة 1967 الدورة الخامسة وهي اول بلد مغاربي يحظى بشرف تنظيم دورة متوسطية وقد شارك انذاك 1249 رياضيا يمثلون 12 بلدا وذلك في 14 اختصاصا رياضيا دارت فعالياتها بالخصوص بالمركب الرياضي بالمنزه الذى انجز بهذه المناسبة. وشهدت هذه الدورة نحت اسم العداء محمد القمودى باحرف من ذهب بعد ان اهدى تونس اول ميدالية ذهبية وكان ذلك في سباق 10000م ثم ذهبية 5000م ليعيد انجاز دورة نابولي ويدخل موسوعة الالعاب المتوسطية من بابها الكبير الى جانب الفرنسي الان ميمون صاحب انجاز دورتي 51 و53 في نفس السباقين. كما سجلت هذه الدورة المشاركة الاولى للعنصر النسائي في منافسات العاب القوى والسباحة حيث توجت التونسيتان بية بوعبدالله وجميلة بن بدر بالميدالية الذهبية في رمي الجلة ورمي الرمح. وكانت تونس انهت انذاك مشاركتها في المركز السادس ب25 ميدالية /5 ذهبية و9 فضية و11 برونزية/. اما دورة ازمير /تركيا/ 1971 فقد شهدت تالق الايطاليين الذين سيطروا على مجمل الاختصاصات باحرازهم 118 ميدالية /51 ذهبية و 38 فضية و29 برونزية/ في حين انهت تونس مشاركتها في المرتبة الثامنة ب7 ذهبيات و6 فضية وبرونزيتين. وبعد 7 سنوات من احتضان تونس لهذه الالعاب حظيت الجزائر بدورها بشرف تنظيم هذه الدورة التي شهدت مشاركة 2444 رياضيا يمثلون 15 بلدا. وقد احدث السباح التونسي علي الغربي المفاجاة خلال هذه الدورة بفوزه بسباق 400م سباحة حرة متقدما على الفرنسي لازارو كما احرز العداء عبد القادر زدام ذهبية 10000م. وتوجت الجزائر بذهبية مسابقة كرة القدم على حساب فرنسا. وشهدت دورة سبليت /يوغسلافيا/ 1979 توسيع دائرة الاختصاصات حيث بلغت 25 اختصاصا تم توزيعها لاول مرة في تاريخ الالعاب على 8 مدن. وقد بلغت حصيلة تونس في هذه الدورة 12 ميدالية منها ذهبية واحدة جاءت بفضل الملاكم لطفي بالخير وفضيتين و9 برنزيات. وعاد اللقب الى البلد المنظم الذى انهى مشاركته في المركز الاول برصيد 127 ميدالية منها 56 ذهبية0 وخلافا للدورات السابقة عرفت دورة 1983 منعرجا مغايرا حيث ابتعدت الالعاب عن منطقة البحر الابيض المتوسط واقيمت لاول مرة على ضفاف المحيط الاطلسي وتحديدا بالدار البيضاء المغربية. كما تميزت هذه الدورة باخضاع الرياضيين في عدد من الاختصاصات الى عمليات مراقبة تعاطي المنشطات على غرار سباق الدراجات ورفع الاثقال والعاب القوى. وفرض العداء المغربي سعيد عويطة نفسه نجما لهذه الدورة بتالقه في سباقي 800م و1500م كما لفتت المغربية نوال المتوكل الانظار في صنف السيدات بتتويجها بسباق 400م حواجز. وجددت الملاكمة التونسية العهد مع النجاحات باحراز كل من خميس الرفاعي ولطفي بالخير ونورالدين بوغانمي ورووف الحربي اربع ميداليات ذهبية. وجاءت دورة اللاذقية /سوريا/ 1987 التي سجلت مشاركة البانيا وسان مارينو لاول مرة لتوكد سيطرة المغرب على رياضة العاب القوى باحرازها 6 ذهبيات / منها ذهبيتان لسعيد عويطة وواحدة لنوال المتوكل/ في حين كانت السيطرة لايطاليا في بقية المنافسات ب51 ميدالية. واكتفت تونس من جهتها بالمركز 12 برصيد 11 ميدالية /2 ذهبية بفضل الملاكم رووف الحربي والعداء فتحي البكوش في 10 الاف متر/ و4 فضية و5 برونزية/. وفي سنة 1991 احتضنت اليونان مهد الالعاب الاولمبية الدورة الحادية عشرة باثينا التي تميزت ببروز الرفاع التركي سوليمانوغلو والجمبازى الايطالي كيكي المحرز على 6 ميداليات ذهبية اضافة الى الانجاز الذى حققته الجزائرية حسيبة بوالمرقة في سباقي 800م و1500م. وكان اللقب من نصيب ايطاليا في حين جاءت فرنسا وتركيا في المركزين الثاني والثالث على التوالي. واكتفت تونس بميدالية ذهبية واحدة و5 فضيات. واحتضنت فرنسا سنة 1993 ولاول مرة في تاريخها الالعاب المتوسطية التي اقيمت في لون دوك روسيون حيث سيطرت على مختلف المنافسات بحصدها 195 ميدالية /منها 84 ذهبية/ متقدمة على ايطاليا /38/ وتركيا /34/. واقتصرت حصيلة تونس في هذه الدورة على ذهبية واحدة جاءت بواسطة لاخضر دولة في مسابقة الكاراتي الى جانب فضية واحدة و8 برونزية. وسيطرت ايطاليا مرة اخرى على منافسات دورة بارى 1997 التي سجلت مشاركة 21 بلدا حيث حصدت 197 ميدالية امام فرنسا /149/ وتركيا /65/. وقد حققت الملاكمة التونسية خلال هذه الدورة انجازا هاما بفضل كل من محمد المعمورى التي توج بذهبية وزن 71 كلغ ومحمد علي بالناصر وحسان الجلاصي /فضيتان/ كما فازت الكرة الحديدية التونسية بدورها بميدالية ذهبية بفضل الثنائي طارق الاكحل وخالد العقيلي. ومع دورة تونس 2001 عرفت الالعاب في نسختها الرابعة عشرة التي تزامنت مع الاحتفال بخمسينية هذه الالعاب مشاركة قياسية حيث سجلت مشاركة 3041 رياضيا منهم 1039 رياضية يمثلون 23 بلدا ويتنافسون في 24 اختصاصا. كما شهدت تدعيم البنية الاساسية باحداث مركب رياضي ضخم برادس وانجاز قرية متوسطية لاول مرة في تاريخ الالعاب. كما تزامنت هذه الدورة مع احداث اول مخبر لمراقبة تعاطي المنشطات في العالم العربي وهو انجاز ينضاف الى المخابر المتوسطية الثلاثة التي تتواجد بكل من باريس ومدريد واثينا. وبفضل هذه الالعاب اصبحت تونس تحظى بسمعة طيبة على مستوى تنظيم كبرى التظاهرات الرياضية كما عرفت الرياضة التونسية نقلة نوعية هامة على مستوى النتائج حيث حقق الرياضيون افضل انجاز في تاريخ الرياضة الوطنية بانهائهم الدورة في المركز السادس بمجموع 56 ميدالية /17 ذهبية و13 فضية و26 برنزية/. وعادت المراكز الثلاثة الاولى الى فرنسا وايطاليا واسبانيا تليها تركيا واليونان. وجاءت دورة المريا 2005 لتوكد الصحوة التي عرفتها الرياضة التونسية حيث حصدت تونس 35 ميدالية /13 ذهبية و7 فضية و15 برونزية/ محرزة المركز السابع في حين عاد المركز الاول الى ايطاليا ب57 ذهبية متقدمة على فرنسا/56 ذهبية/. وستكون تونس ممثلة في دورة بيسكارا في 17 رياضة من مجموع 28 اختصاصا مدرجا في برنامج الدورة وسيعمل الرياضيون على اعادة انجاز الدورة السابقة. وجدير بالتذكير ان الدورة السادسة عشرة لالعاب البحر الابيض المتوسط ستقام بمدينة فولوس اليونانية سنة 2013.