تونس (وات) - يعقد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ثاني أحزاب الترويكا الحاكمة على مستوى النتائج الانتخابية في انتخابات 23 أكتوبر 2011، بداية من يوم الجمعة 24 أوت الجاري وعلى امتداد ثلاثة أيام مؤتمره الوطني الثاني تحت شعار "ملتزمون". ويعد هذا المؤتمر ثاني مؤتمر يعقده الحزب بعد صعوده إلى المسرح السياسي بصفة قانونية إبان ثورة 14 جانفي 2011، وقد جاء مؤتمره الأول في جوان 2011 بمدينة القيروان وقدم خلاله برنامجه للمرحلة الانتقالية الأولى ورؤيته للدستور المرتقب. وقد تأسس حزب المؤتمر في 25 جويلية 2001 وعمل في إطار السرية بعد أن عاش رموزه، وفي مقدمتهم رئيس الحزب السابق المنصف المرزوقي، العديد من المضايقات من طرف النظام السابق. ولم ينشط في العلن إلا في مارس 2011 بعد حصوله على تأشيرة العمل القانوني، ليفاجئ فيما بعد العديد من المراقبين للمشهد السياسي في تونس بحصوله على 29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2011. وعرف الحزب في الأشهر الأخيرة العديد من الهزات الداخلية أفرزت جملة من الانشقاقات أولها انفصال أحد مؤسسي الحزب، عبد الرؤوف العيادي وتأسيس حركة "وفاء"، وآخرها استقالة الطاهر هميلة وتأسيسه لحزب الاقلاع. ويطرح في هذا السياق المؤتمر المزمع انعقاده على امتداد ثلاثة أيام جملة من المحاور الأساسية تتعلق أساسا بالطبيعة الايديولوجية للحزب، والتحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة بالإضافة إلى طبيعة النظام السياسي الأكثر تناسبا مع واقع البلاد. وفي اتصال هاتفي مع"وات" أكد الهادي بن عباس الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية، أن المؤتمر الوطني الثاني للحزب سيكون مناسبة متجددة "لتثبيت الموقف المدافع على إرساء نظام رئاسي معدل وتمتين قيم الجمهورية وتحديد موقف الحزب من التحالفات القائمة والتي يجب ألا تكون إلا على أساس الإصلاح والعدالة الاجتماعية والمساواة وإعطاء الأولوية المطلقة للتشغيل في أي مجهود وطني". وبين أن "أي تحالف مع أي طرف سياسي مهما كان موقعه داخل الخارطة السياسية إذا لم يقم على أساس تحقيق أهداف الثورة، هو تحالف مرفوض"، موضحا أن الأمين العام الحالي، محمد عبو، هو المرشح الوحيد إلى حد الآن لمنصب الأمانة العامة وذلك قبل إغلاق باب الترشحات لهذا المنصب يوم الجمعة. وأكد بن عباس أن الحزب استثنى من دعواته للمؤتمر حزب "نداء تونس"، معللا ذلك بقوله "إن نداء تونس هو من الأحزاب التجمعية التي لايجب أن تكون حاضرة"، مبينا أن ميزانية المؤتمر الوطني الثاني تناهز 50 ألف دينار جميعها من مساهمات المنخرطين. وأفاد أن رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي "لن يكون حاضرا في فعاليات المؤتمر الوطني الثاني الحزب"، مضيفا أن "أثره السياسي والروحي في الحزب لن يغيب عن المؤتمر حتى بعد استقالته". ويجدر التذكير بأن هيئة إعداد المؤتمر تنقسم إلى 5 لجان فرعية تتولى الأولى الإعداد المادي للمؤتمر وتقوم الثانية بتقديم مشروع تنقيح القانون الداخلي للحزب وتحديد آليات اتخاذ القرار. وتهتم اللجنة الثالثة بتحديد العلاقات السياسية والتحالفات مع الأحزاب الأخرى، بالإضافة إلى لجنة رابعة ستقدم تصورا لمنوال التنمية، ولجنة خامسة تعنى بطرح مشاريع الحزب للدستور والقوانين ونظرته لنظام الحكم.