تونس (وات) - تحتضن تونس يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين أشغال المؤتمر العربي الأوروبي حول "مشاركة الشباب في تعزيز السلم وحقوق الإنسان والحريات الأساسية" بمشاركة إطارات شبابية وثلة من الخبراء في مجال السياسات الشبابية من أوروبا والمنطقة العربية. وينعقد هذا المؤتمر، بدعوة من تونس لتعميق النظر في آليات السياسات الشبابية الحالية، وبحث سبل تعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة خاصة في البلدان التي تعيش تجربة التحول الديمقراطي، مما يساهم في بلورة رؤى وتصورات لتأسيس مقاربة شبابية تتماشى مع مقتضيات المرحلة الراهنة. ومن المنتظر وفق مشروع جدول الأعمال الذي تم الإعلان عنه ان يتولى رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، القاء كلمة في افتتاح اشغال هذا المؤتمر. ويهدف هذا المؤتمر بالخصوص الى تعزيز وتطوير التعاون بين الشباب العربي والاوروبي من خلال اعتماد خارطة طريق تستند الى اهداف محددة وبرامج مشتركة بين المنظمات الشبابية من جهة والمؤسسات الدولية المعنية بسياسات الشباب من جهة اخرى، الى جانب مناقشة كيفية تمكين الشباب من تعزيز التواجد الفاعل ضمن المجتمع الديمقراطي وذلك من خلال تدارس استراتيجيات ومشاريع تدعم المشاركة صلب المجتمع المدني وتذكي روح المواطنة. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في ظرف تمر خلاله المنطقة العربية بتحولات عميقة فرضتها ثورات الربيع العربي مما استدعى تشخيصا دقيقا وتصورا جديدا لواقع الشباب العربي وتطلعاتهم. وأفادت وثيقة صادرة عن الأطراف المنظمة، وتلقت "وات" نسخة منها، أن "الراهن الشبابي العربي يفرض اليوم على البيئة السياسية الجديدة ان تأخذ بعين الاعتبار هذه المشاركة السياسية القوية للشباب ويستدعي كذلك اعادة النظر في تنظيم سياسات الشباب وتعزيز الدور الهام الذي يقوم به التعاون الدولي في هذا المجال". وسيمثل المؤتمر، من جهة أخرى، فرصة للنظر في مدى معاناة الشباب العربي من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي تعيشها بلدانهم وارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد في أوساطهم منذ 2009 الى جانب ابراز الانعكاسات السلبية لاهتزاز مؤسسات الرفاهية الاجتماعية في العديد من البلدان الأوروبية مما ولد شعورا لدى هذه الفئة العمرية بتدهور مستوى معيشتهم مقارنة بالأجيال السابقة. وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة في واقع المنظومة الشبابية في المنطقتين العربية والأوروبية فانه من الواضح تأثر هذه الشريحة على حد السواء بالنتائج المترتبة عن سياسة العولمة وما أفرزته من ثورة اتصالية مذهلة من ذلك الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت التي أصبحت وسيلة مؤثرة وقوية للشباب للتنظم وتنمية ثقافة المشاركة وبلورة المواقف في مختلف قضايا الشأن العام. يذكر ان هذا المؤتمر ينعقد في اطار برنامج التعاون العربي الأوروبي المشترك بين جامعة الدول العربية بالشراكة مع الحكومة التونسية والمفوضية الاوروبية ومجلس اوروبا وشبكة الاتصال الأورومتوسطية وصندوق المم المتحدة للسكان ومنتدى الشباب الأوروبي.