مدنين (وات)- غادر الاثنين من مطار جربة جرجيس الدولي 195 لاجئا، مخيم الشوشة ببن قردان في اتجاه مدينة هانوفر الألمانية وذلك في إطار أول عملية إعادة توطين منظمة لألمانيا ستشمل 300 لاجئ معظمهم من مخيم الشوشة فيما ينتمي البقية لمخيم "تركيا". وينحدر هؤلاء اللاجئون من عدة بلدان هي السودان والصومال وأريتريا وأثيوبيا والعراق والباكستان. وتأتي هذه العملية "اعترافا من الحكومة الألمانية بالوقفة الإنسانية الرائعة للشعب التونسي في استقبال آلاف اللاجئين وإغاثتهم وفي إطار دعم الجهود لإيجاد حلول دائمة للاجئين ولمتانة علاقات الصداقة القائمة بين البلدين"، وفق ما صرح به سفير ألمانيابتونس جينس بلوتنير خلال ندوة صحفية عقدها صباح الاثنين بمطار جربة جرجيس الدولي، بعد متابعته عملية ترحيل اللاجئين. وقال السفير الألماني "إنه يوم سار للاجئين لأنهم سيبدؤون حياة جديدة ويمنحون أطفالهم مستقبلا أفضل"، موضحا أن اختيار اللاجئين خضع إلى مقاييس إنسانية موضوعية و"ليست عرقية أو دينية". وأشار إلى الأخذ في الاعتبار إمكانية وجود روابط أسرية للاجئ بألمانيا لتسهيل عملية اندماجه هناك. وأفاد أن اللاجئين سيمكثون لمدة أسبوعين في هانوفر قبل أن يتم توجيههم إلى مناطق أخرى بألمانيا. وعلى صعيد آخر تطرق بلوتنير إلى برنامج تعاون مشترك لإتاحة الفرصة للشباب التونسي للبحث عن عمل بألمانيا شرط تمكنه من اللغة الألمانية وتوفر مبلغ مالي لقضاء شؤونه اليومية خلال فترة البحث عن الشغل إلى جانب توفر بعض الشروط الأخرى التي من شأنها أن تعزز حظوظ الشاب في إيجاد شغل. وأوضح السفير أن السواح الألمان عادوا هذا العام إلى السوق التونسية وقد بلغوا ما تم تحقيقه في 2010، متوقعا أن يتجاوز عددهم 400 ألف سائح. كما أكد حرص البلدين على تنويع المنتوج السياحي التونسي بتثمين الثراء الثقافي للبلاد ودعم السياحة الثقافية بها "دون تجاهل أهمية الاستقرار السياسي"، على حد قوله. ومن جهتها أوضحت ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتونس أرسولا سولز أبو بكر، أن أكثر من ألف لاجئ تمت إعادة توطينهم نحو عدة بلدان وأن آخر عملية إعادة توطين في الأسابيع القليلة الماضية شملت 85 لاجئا نحو اسبانيا، مشيرة إلى تضافر الجهود من أجل غلق مخيم العبور بالشوشة بين شهري مارس وجوان 2013 . وأعلنت عن إدماج عشرة من اللاجئين، ممن لا يمكن إعادة توطينهم، في منظومة التكوين المهني التونسية، بداية من شهر سبتمبر، إلى جانب إمكانية إتاحة الفرصة لعدد من اللاجئين الآخرين للعمل في قطاعات تحتاج إلى يد عاملة ولاسيما القطاع الفلاحي. كما أفادت المسؤولة الأممية أن الحكومة الألمانية منحت تونس ما قيمته 600 ألف يورو لمساعدة اللاجئين الذين يصعب أو يستحيل ترحيلهم نحو بلدان إعادة التوطين، مضيفة أن سويسرا تدعم ماديا اللاجئين ممن لا يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية لتحفيزهم على العودة. يذكر أن مخيم الشوشة يضم حاليا 1910 لاجئين، من المنتظر أن يتم إعادة توطين أغلبهم بالولايات المتحدةالأمريكية التي طلبت قبول ألفي لاجئ رحل منهم حوالي 400 منذ انطلاق عمليات إعادة التوطين.