تونس 8 فيفرى 2010 (وات) - الموسيقى وخصوصياتها الانتمائية ودورها في نشر السلام في العالم هو محور أشغال الجلسة الختامية للندوة الدولية /الموسيقى من اجل ضمير كوني متضامن/ التي نظمها كرسي بن على لحوار الحضارات والأديان من 6 إلى 8 فيفرى الجاري بمدينة العلوم بتونس وذلك بالتعاون مع معهد /تودا/ للسلم العالمية والبحوث السياسية بطوكيو. وشارك في هذه الجلسة التي أدارتها الفنانة سنيا مبارك نخبة من الأساتذة الجامعيين والمختصين في المجال الموسيقى حيث أوضح الأستاذ الفرنسي جون لوي دارو المختص في العزف على آلة /الارب/ وهي آلة تجمع في شكلها بين القيثارة والقانون أن الموسيقي فن عابر لكل الثقافات لما يمتاز به من أرضية خصبة للتنوع والانفتاح وتقاسم خصوصيات الآخر لتكون الموسيقى الأداة المثلى لنشر قيم التسامح والتحابب بين الشعوب. وفي نفس السياق طرح الأستاذ سفيان الفقيه /تونس/ عدة تساؤلات حول حقيقة التواصل والتمازج بين مختلف الأنماط الموسيقية في العالم ملاحظا أن كل موسيقى تنتمي إلى ثقافة لها جذورها التاريخية ومرجعيتها الفكرية. ومن خلال عرضها لمشروعها الموسيقي /الموسيقى فضاء للسلام/ بينت الأستاذة دجون بويس تيلمان /بريطانيا/ ان الموسيقى هي الفن الأقدر على تجاوز الاختلافات الإيديولوجية والعرقية والدينية من خلال إنتاج عمل فني جماعي تتناغم فيه الأفكار وتتوحد فيه الاهداف. ومن جهته اهتم الاستاذ اوليفيي اوربان /بلجيكا/ مدير معهد /تودا/ في مداخلته بدور الجمعيات والمنظمات الموسيقية في دعم التبادل الثقافي بين الفنانين وتنمية الحس التضامني بين الأفراد وذلك من خلال تنظيم تظاهرات موسيقية متنوعة على غرار المهرجانات والندوات وبعث المتاحف المختصة في هذا المجال. أما الأستاذ محمد زين العابدين /تونس/ فقد تحدث عن مسالة الموسيقى والهوية المتعددة فأوضح ان الموسيقى نتاج لتراكمات تاريخية تؤثر على الفرد والمجتمع لذلك لا يمكن الحديث عن هوية موسيقية متعددة خارج السياق الذاتي. وبحث الأستاذ فتحي زغندة /تونس/ في مضامين الموسيقى الصوفية وخصائصها مبينا أن هذا النمط الموسيقي خرج من الفضاءات الضيقة ليصبح عنصرا من عناصر الفرجة محملا برسائل ومقاصد سلمية وتضامنية.