تونس (وات) - قال وزيرا خارجية كل من تونس وألمانيا إن //الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية//، من شأنه أن يوفر فرصة سانحة لبناء مجتمعات ديمقراطية وتعددية والوصول إلى مستوى جديد من العلاقات المتميزة بين الثقافات على ضفتي المتوسط //تبنى على التسامح والاحترام المتبادل//. جاء هذا التأكيد في سياق مبادرة تونسية ألمانية تجسدت من خلال "رسالة مشتركة" موقعة من قبل وزير الخارجية الألماني، غيدو فستر فيلي، ووزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام، وفي ظل ظرفية دولية تتسم بتداعيات الأحداث الناجمة عن الإساءة للدين الإسلامي الحنيف والرسول الأكرم، على العلاقات بين البلدان العربية والإسلامية والبلدان الغربية. وأكد الوزيران في هذه الرسالة، أنهما //يتحدثان باسم أغلبية تبحث عن فرص حقيقية للتعايش وتنبذ الكراهية والتعصب الديني واستهداف المعتقدات باسم حرية الرأي أو اعتماد العنف منهجا باسم الإسلام//. ولاحظا أن الصور التي إنتشرت في مختلف مناطق العالم في الأيام الأخيرة أصابت الجميع //بالفجع والصدمة// وهي تبعث على الحزن والغضب في الآن ذاته، //فمن ناحية نرى تجسيدا جارحا لنبي الإسلام إنتشر في ما يبدو بهدف الاستفزاز المقصود، ومن ناحية أخرى نرى الحشود المحرضة أمام سفارات الدول الغربية لا تتوانى عن العنف بل والقتل//، وفق نص الرسالة. كما أوضح الوزيران أن هذه الصور //تقدم واقعا مشوها// ففي العالم الغربي، على غرار الدول الإسلامية في شمال إفريقيا وفي الشرق الأوسط وآسيا، //لا تستخدم سوى قلة قليلة لغة المواجهة والصور الإستفزازية//. وأضافا قولهما: //إننا نتفهم الإستياء الذي يشعر به الكثير من المسلمين في العالم أجمع، كما نفهم الكثيرين الذين قاموا بالاحتجاج سلميا ضد إهانة دينهم ولكننا أيضا متفقون على عدم وجود أي مبرر لاندلاع العنف كما حدث في الأيام الماضية//. وأكدا في هذا الصدد //إن العنف هو الإجابة الخاطئة على ممارسات خاطئة بدورها//. وتضمنت هذه الرسالة المشتركة التي تلقت "وات" نسخة منها، تأكيدا على ضرورة //التعامل مع الحرية بمسؤولية//، باعتبار أن حرية الرأي //هي واحدة من أثمن القيم في كل ديمقراطية//، مع التنصيص على عدم السماح بسوء استغلال هذه القيم //لنشر الكراهية والتطرف والمس بشروط العيش المشترك//. وعلى صعيد آخر أبرز وزيرا خارجية تونس وألمانيا، جسامة التحديات الماثلة أمام البلدين والمتصلة بالخصوص في البحث عن حلول سلمية للنزاعات في الشرق الأوسط والأزمة المستفحلة في سوريا.