تونس (وات)- "شوك الياسمين" فيلم يطل به المخرج السينمائي التونسي رشيد فرشيو لينضاف إلى أعماله السينمائية التي يروم من ورائها "ملامسة العالمية عبر جمالية فنية تونسية شخوصا وزمانا ومكانا" على حد تعبير المخرج في تصريح خص به "وات". وافاد "فرشيو ان تصوير الفيلم سيتواصل على امتداد اربعة اسابيع بين مدينتي الحمامات ومنوبة لتدور الاحداث في اجواء تونسية بحتة تعكس تلك الخصوصية المتفردة للطابع التونسي وتتقفى وجها من وجوه التحول السوسيوثقافي الطارئ إبان الثورة. كما أكد ان هذا الفيلم كان قد كتب منذ 14 سنة ومنع تصويره ثلاث مرات ليرى النور بعيد الثورة التونسية مع ممثلين تونسيين على غرار هند صبري وجودة ناجح وعبد المجيد الاكحل ومجموعة كبرى من الطاقات الشابة التونسية. وتحوم الأحداث حول "سامي بنار"، وزير اسبق استغل نفوذه ليجمع ثروة مشبوهة يغرق في حالة من الاكتئاب بعد ان فقد زوجته وتغير حاله عقب الثورة الى حد محاولة الانتحار. تسعى ابنته مي إلى انتشاله من الكآبة التي انتابته لتنتقل به صحبة بعض من اصدقاء العائلة ومربيتها ورفيقة طفولتها "شيرين" الى منزلهم المطل على البحر. وتتوالى الاحداث لتاخذ منعرجا حادا اثر اكتشاف "مي" العلاقة بين والدها وصديقتها، هذه العلاقة التي علمت بها والدتها يوم وفاتها اثر حادث مرور. وتحت وطاة الصدمة ومرارة الفاجعة تقرر "مي" سكب البنزين في غرفة صديقتها لتغرق في نوبة من القلق والتوتر وتصارح مربيتها، التي تصدح لها بحقيقة تصعقها اكثر فما "شيرين" ابنة المربية إلا شقيقتها من والدها. هو فيلم يستغرق تسعين دقيقة، اراد صاحبه ان يقدم رؤى واراء تارة وخواطر طورا في خضم واقع جديد بصدد التشكل وفي حبكة درامية يسيطر عليها عنصر المفاجاة لتمتزج الصناعة الفنية بالتلقائية التعبيرية وتتواتر الرؤية السينمائية التشكيلية والرمزية والاجتماعية على امتداد الفيلم. يذكر ان رشيد فرشيو هو احد رواد الاخراج التلفزي في تونس وهو منتج عديد الافلام الطويلة على غرار" يسرى"(1971) و"اطفال القلق"(1974)و"خريف 86" (1990) و"كش مات" (1993)و"الحادثة" (2007).