تونس 20 فيفرى 2010 /وات/ اقيمت بالمعهد الوطني للتراث بتونس مساء يوم الجمعة تظاهرة ثقافية تونسية/ فرنسية مشتركة شهدت حدثا هاما تمثل في استعادة تونس لقطعة نفيسة من تراثها تتمثل في كسوة للعروس تسمى /قمجة/ مصنوعة من خيوط الفضة عثر عليها منذ سنتين في بلجيكا وتعود الى القرن التاسع عشر. وتندرج هذه المبادرة في اطار التعاون التونسي الفرنسي في مجال صيانة التراث والنهوض بالحرف الفنية الى جانب السعي الى اثراء محتويات متحف دار بن عبدالله بمدينة تونس العتيقة . وافاد السيد جون بيار مانغيابان رئيس وكالة التعاون المشترك الفرنسي التونسي الذى حضر هذه التظاهرة الى جانب سفير فرنسابتونس وعدد من مسوءولي قطاع التراث بالبلدين ان هذه القطعة الذى تم تحديد خاصياتها من قبل خبراء تعود في الاصل اما لمدينة قرطاج او لجزيرة جربة. واضاف ان تسليم هذه القطعة الاثرية لتونس يندرج في اطار توامة بين ولاية تونس ومقاطعة الالب الفرنسية علما وانها تعد الثانية بعد استعادة تونس لقطعة ذهبية مرصعة بالالماس تسمى /فكرونة/ وذلك لاثراء محتويات متحف بن عبد الله بالعاصمة الذى يشهد حاليا اشغال ترميم. وشكلت هذه التظاهرة التي حضرها بالخصوص السيد فتحي البجاوى المدير العام للمعهد الوطني للتراث وممثلين عن وكالة التعاون المشترك التونسي الفرنسي مناسبة لتسليم شهائد تكوين في الحرف الفنية لحوالي 40 متربصا تونسيا تلقوا تكوينا في معهد الحرف الفنية تواصل من اكتوبر 2008 الى غاية جانفي 2010 تحت اشراف خبراء من فرنسا في ميداني المحافظة والترميم والمتعلق بالتذهيب والرسم على الخشب وهندسة الترميم والنسيج. وتندرج هذه الدورات في اطار برنامج التعاون الثنائي بين مقاطعة الالب الفرنسية والمجلس الجهوى لولاية تونس. وفي هذا السياق اوضح السيد فتحي البجاوى ان هذه الدورة الاولى من التكوين في مجالي الترميم والمحافظة على التراث ترمي الى تدعيم القدرات الفنية لحرفيي المستقبل. اما سفير فرنسا فقد اشار الى ان هذا التكوين يعكس علاقات الصداقة التونسية الفرنسية ويبرز الجهود المبذولة في اطار التعاون خاصة في مجالي الثقافة والتكوين المهني من منطلق ما يمثله التراث من قيمة تاريخية ومستقبلية. وفي استعراضه لاهم انشطة وكالة التعاون المشترك التونسي الفرنسي افاد السيد جون بيار مانغيابان في لقاء صحفي انعقد قبل ذلك ان عمل الوكالة يتنزل ضمن برنامج شراكة طموح يهدف الى مساندة تونس في برنامج عملها في مجال المحافظة على التراث وترميم معالمه التي وصفها بالمتميزة. وابرز في هذا الاطار سعي الوكالة الى تاطير طلبة شبان /ماستير تراث/ في ميدان تقنيات التراث والتصرف فيه واعدادهم لبعث مشاريع صغرى في فنون الحرف.