تونس 23 فيفري 2010 (وات) افتتحت يوم الثلاثاء بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة اشغال ندوة "الدفع بواسطة الهاتف الجوال : الواقع والآفاق بالمنطقة العربية" التي تنظمها المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات بالتعاون مع المكتب العالمي للاستشارة ارتور دى ليتل بحضور عدد من السفراء المعتمدين بتونس والخبراء العرب والاجانب وممثلي قطاعي الاتصالات والمصارف. وترنو هذه الندوة التي تتواصل على مدى يومين الى دراسة الوضع الحالي والآفاق في المنطقة العربية في مجال الاندماج التكنولوجي بين الاتصالات والخدمات البنكية وخاصة في مجال الدفع الالكتروني عبر الهاتف المحمول. وينتظر ان تشهد السنوات المقبلة تدعيم مسار الدفع عبر الهاتف المحمول في كامل انحاء العالم اذ تتوقع بعض الدراسات المختصة ان يتضاعف حجم التعاملات خمس مرات في غضون 2013 ويتوقع ان تستاثر مناطق اوروبا الغربية وافريقيا والشرق الاوسط الادني والصين ب60 بالمائة من اجمالي هذه التعاملات عبر هذه المنظومات. علما وان البلدان النامية تعد من اكثر الدول استعمالا للدفع الالكتروني عبر الهاتف المحمول حيث يتم استغلال هذه الاداة الاتصالية باعتبار سعة انتشارها لتعويض ضعف صيرفة اقتصادياتها. وابرز السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزى ان انظمة الدفع تضطلع بدور حيوى في الدورة الاقتصادية اذ بقدر نجاعة هذه الانظمة ودرجة سلامتها ومتانتها بقدر توفقها في تامين حسن سير تسوية المعاملات وانجاز الدفوعات بما تشيعه من ثقة في وسائل الدفع الموضوعة على ذمة المتعاملين من استقرار نقدى ضامن لسلامة المعاملات المالية. واضاف ان النمو المسجل في مجال الاستعمالات التكنولوجية يبرز قوة الاندماج بين خدمات الدفع والاتصال والتي جسدها الربط بين البطاقة البنكية والهاتف المحمول بما يهيء ظروفا لوجستية جديدة تمكن من تيسير النفاذ الى الدفع الالكتروني وتعميمه على نطاق واسع. واستعرض السيد توفيق بكار في هذا الصدد ما انجزته تونس في اطار مواكبتها لهذا التوجه من خلال اقرار البرنامج الوطني لتطوير النقد الالكتروني وتحديث انظمة الدفع على المستوى التشريعي وتعميم استعمال النقد الالكتروني وتطوير اجراءات السلامة /اعتماد المواصفات الدولية/. ويشهد الدفع الالكتروني على الانترنات بواسطة البطاقة البنكية او البريدية في تونس نموا مطردا حيث سجل خلال سنة 2005 زيادة ب 32 بالمائة في عدد العمليات و57 بالمائة في رقم المعاملات مقارنة بسنة 2008 وبلغ عدد التجار المنخرطين في هذه المنظومة 250 منخرطا مقابل 150 سنة 2008. وافاد محافظ البنك المركزى انه سيتم في المستقبل القريب توسيع مجال الخدمات عبر الهاتف المحمول لتشمل خلاص جميع المبادلات التجارية وتمكن من اتاحة حلول جديدة في مجال منظومة الدفع توفر لمستعمليها تسوية جميع معاملاتهم بمختلف احجامها. وابرزت السيدة خديجة الغرياني الامينة العامة للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال ان القمة العالمية حول مجتمع المعلومات في مرحلتيها (جنيف 2003 / تونس 2005) قد ساهمت في تبيان اهمية دور تكنولوجيات المعلومات والاتصال اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. واضافت ان خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول التي تعتمد لتسهيل التعاملات المالية في الشراء والدفع عن بعد تشهد انتشارا متزايدا سيغطي جميع انحاء العالم في السنوات القادمة . وبينت ان اللقاء العالمي الذى احتضنته مدينة برشلونة باسبانيا الاسبوع الماضي وضم الخبراء والمختصين في ميدان الاتصالات المتنقلة اظهر ان التطور سيكون في مجال الخدمات الجديدة ذات القيمة المضافة العالية ولا سيما الخدمات الصحية والاجتماعية والبنكية وان عدد الهواتف المحمولة في العالم سيبلغ 5 مليارات محمول مرتبط بالشبكة في نهاية 2010 واكد السيد كريم طاقة خبير في المكتب العالمي للاستشارة ارتور دى ليتل ان تطوير تجربة الدفع بواسطة الهاتف المحمول يبقى رهين خصوصية كل سوق اذ لا يوجد نموذج يتعين تطبيقه. واشار الى ان تجربة الدفع بواسطة الهاتف المحمول في تونس تتطلب مزيد احكام الاطار التشريعي ودراسة السوق لتحديد الخدمات التي تستاثر باهتمام المستهلك /سداد الفواتير تحويل الاموال.../ ومن ثمة ضبط الطلبات. واضاف انه يتعين على الفاعلين في مجال الاتصالات والقطاع المصرفي ارساء اطار تفاهم ووضع تطبيقات بسيطة يمكن للمستهلك النفاذ لها عبر تقنيات الارساليات القصيرة والتكنولوجيات المعتمدة والمندمجة في كل هاتف جوال " اى اس اس دى " وتسويق الخدمات المقترحة /اشهار/ لابراز مزاياها من ناحية التكنولوجيا المستعملة والسهولة والسرعة والسلامة والنجاعة.