نابل 9 مارس 2010 (وات) -أكد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان ثراء المخزون التراثي المادي واللامادي الذي تزخر به مختلف جهات الجمهورية يمثل عامل اثراء للثقافة الوطنية وصمام امان لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم. وابرز الوزير لدى افتتاحه اليوم الثلاثاء بنابل الندوة الوطنية حول /العمل الثقافي والخصوصيات الجهوية/ التي انتظمت تجسيما للنقطة 20 من المحور 18 من البرنامج الرئاسي 2009/2014 وتتويجا للندوات الجهوية التي اهتمت بسير النشاط الثقافي الجهوي وسبل تطويره, ان تونس تزخر بتراث هائل يمثل رافدا من روافد الحضارة الانسانية يغذيها بتنوع مضامينه ويثريها بخصوصياته. وشدد في هذا السياق الحرص على اثراء هذا الرصيد بالابداع الجديد والجيد واستثماره في ربط الحاضر بالماضي لرسم ملامح المستقبل وهو ما جسده البرنامج الرئاسي الذي يحث على مزيد تحقيق اللامركزية الثقافية وتعزيز ديمقراطية الثقافة والتاسيس لصياغة برامج ثقافية متعددة الالوان ووفق رؤية كل جهة وتبعا لمميزاتها الثقافية والحضارية. واكد على ضرورة مبادرة الجهات باستغلال ما تختزنه من اشكال فنية متنوعة وتعبيرات شفوية متعددة الاغراض وصناعات تقليدية وحرف ومعالم تاريخية ومواقع اثرية وذلك من خلال انشطة مستحدثة تستفيد من اخر التطورات التكنولوجية وهو ما يقتضي تضافر كل الطاقات ومكونات المجتمع المدني والاطراف الفاعلة في الحقل الثقافي . وفي حديثه عن المهرجانات اشار الوزير الى ان هذه التظاهرات ولئن حققت اهم الاهداف المرجوة فان الحاجة اصبحت ملحة لدراسة واقعها من حيث الهيكلة وضبط الاهداف واساليب العمل المتبعة ومصادر التمويل ومضامين البرامج المقدمة ومدى استجابتها لتطلعات الجمهور عامة ولطموحات المثقفين والمبدعين على وجه الخصوص مع ايلاء الاعلام الثقافي الاهمية اللازمة. وانتظمت هذه الندوة بمشاركة المندوبين الجهويين للثقافة والمحافظة على التراث ورؤساء اللجان الثقافية الجهوية والمحلية وعدد من مديري المهرجانات ومن رجال الثقافة. وتواصلت الاشغال في اطار 4 ورشات تهم /التراث ودوره في ابراز الخصوصية/ و/دور الجمعيات والمجتمع المدني في ابراز الخصوصية الثقافية الجهوية/ و/الخصوصية في المهرجانات والتظاهرات الثقافية/ و/الخصوصية والتسويق في المجال الثقافي/. واكبر المشاركون في هذه الندوة الوطنية ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من رعاية موصولة ومن دعم سخي للثقافة ورجالاتهاايمانا منه بان الثقافة سند للتغيير ومقوم لتثبيت الهوية مشيدين بالاجراءات والقرارات التي اعلن عنها رئيس الدولة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة .2010 ودعوا في توصياتهم بالخصوص الى بعث مركز وطني للثقافة الشعبية وتوظيف المعالم التاريخية والمواقع الاثرية في اطار تظاهرات تبرز الخصوصية الثقافية للجهات. كما اوصوا بمزيد تكوين ادلاء على اسس علمية للتعريف بالمخزون التراثي والحضاري الوطني بالاضافة الى العمل على دعم تطوير التشريعات الخاصة بالاستثمار الثقافي وتشجيع بعث الجمعيات الثقافية وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني. واقترحوا من جهة اخرى تنظيم مهرجانات تراثية تعنى بالمعالم التاريخية والمواقع الاثرية وبعث مركز للدراسات الثقافية الصحراوية.