واشنطن 27 مارس 2010 (وات)- قدمت واشنطن في خطوة هي الأولى من نوعها تبريرا قانونيا للضربات التي تنفذها الطائرات الأمريكية بدون طيار ضد مقاتلي القاعدة وطالبان مؤكدة أنها تستند إلى حق الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي. وازدادت الهجمات التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بطائرات بدون طيار في باكستان والصومال وغيرهما بصورة كبيرة في عهد باراك أوباما لكنها ظلت طي الكتمان مع توجيه مجموعات لحقوق الإنسان اتهامات بأنها ترقى إلى التصفيات خارج نطاق القانون. وعرض المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأمريكية هارولد كو في خطاب نشره موقع وزارة الخارجية أمس الجمعة الأساس القانوني لهذه الضربات مشيرا إلى أنها تستهدف عناصر القاعدة وطالبان من دون أن يذكر باكستان أو مكان تنفيذ الغارات. وقال مقدما لأول مرة حجة قانونية أن الولاياتالمتحدة في حالة نزاع مسلح مع القاعدة والطالبان وحلفائهما نتيجة هجمات 11 سبتمبر 2001 وبإمكانها أن تستخدم القوة بما يتماشى مع حقها في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي. وأضاف أمام مؤتمر الجمعية الأمريكية للقانون الدولي انه في ما يتعلق بمسالة الاستهداف التي جرى التعليق عليها كثيرا في وسائل الإعلام والأوساط القانونية الدولية فتوجد بالطبع حدود لما يمكن أن أقوله في العلن. وأضاف"ما يمكنني قوله هو انه وفقا للروية المتأنية لهذه الإدارة أن اختيار الأهداف بما فيها العمليات المميتة التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار يتماشى مع القوانين المعمول بها بما فيها قوانين الحرب" ولم تعلق السي اى ايه على الخطاب لكن متحدثا باسمها قال لوسائل الإعلام أن عمليات مكافحة الإرهاب التي تنفذها الوكالة تلتزم التزاما تاما بموجبات القانون. وتعتبر منظمات حقوق الإنسان وبعض الخبراء القانونيين أن الضربات بدون طيار خارج ميدان المعركة التقليدي توازى التصفيات خارج إطار القانون والتي تنتهك القوانين الأمريكية والقانون الدولي على حد سواء. ولكن كو عارض ذلك قائلا أن الحظر الأمريكي على عمليات الاغتيال التي تنفذها الحكومة لا ينطبق على هذه الحالة، وقال انه وبموجب القانون الأمريكي فان استخدام منظومة أسلحة قانونية بما يتماشى مع قوانين الحرب المعمول بهامن اجل استهداف زعماء مقاتلين على مستوى عال وبدقة وعندما يكون بهدف الدفاع عن النفس فانه ليس مخالفا للقانون وبالتالي لا يعتبر تصفية . وقال كو كذلك أن الحكومة الأمريكية ليست مضطرة لإعطاء المقاتلين المستهدفين في هذه الضربات حقوقا قانونية لان الولاياتالمتحدة في حالة حرب وتتصرف عملا بمبدأ حق الدفاع عن النفس. وأضاف إن الحكومة حريصة على حصر الهجمات بضرب أهداف عسكرية مشروعة على أن تلتزم الهجمات بمبدأ التكافؤ والحد بأكبر قدر ممكن من سقوط ضحايا مدنيين في هذه الضربات. واثأر مقتل مدنيين في ضربات الطائرات بدون طيار غضب السكان في باكستان وعزز المشاعر المعادية للأمريكيين.