تونس 26 جوان 2009 (وات) قوبلت رئاسة تونس في شخص السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية لمنظمة المرأة العربية بتفاؤل كبير بمستقبل عمل المنظمة مرده امتلاك تونس تجربة متقدمة في تكريس حقوق المرأة وخاصة السعي الدؤوب لحرم رئيس الدولة الى تطوير واقع المرأة محليا وعربيا وهو ما عبرت عنه شخصيات عربية بارزة تعنى بشؤون المرأة شاركت في الاجتماع الرابع للمجلس الأعلى المنعقد بتونس يوم الخميس 25 جوان 2009 . وفي سياق هذه الشهادات عبرت الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية بدولة الامارات عن ثقتها التامة في رئاسة تونس لهذه الدورة مبرزة الحماس الذى يحدو السيدة ليلى بن علي لتطوير واقع المرأة محليا وعربيا. وأضافت الشيخة فاطمة أن رئاسة الدورة الحالية تمثل عاملا هاما في الوصول الى القرارات والتوصيات التي تشكل اضافة معتبرة فى مسيرة المنظمة وتكسبها دورا فاعلا في تقدم المجتمع العربي الذى تلعب فيه المرأة وفي هذا الوقت دورا طلائعيا في مختلف جوانب العمل الوطني والانساني. وقد انتهى اجتماع المجلس الأعلى الذي تراسته السيدة ليلى بن على الى جملة من التوصيات العملية كفيلة بتفعيل اليات الارتقاء بالمراة العربية وتعزيز دورها في مسار التنمية والتحديث في المجتمعات العربية. وصادق المجلس على مقترحات الرئاسة التونسية المتعلقة خاصة بموضوع المؤتمر العام الثالث للمنظمة حول /المراة العربية شريك اساسي في مسار التنمية المستدامة/ الذى سينعقد بتونس في اكتوبر 2010 واعتمد المجلس ايضا مبادرة تونس الخاصة بانشاء /لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني/ وتأسيس مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية ذات الصلة باوضاع المراة يكون مرجعا لعمل المنظمة. وتميز هذا الاجتماع رفيع المستوى بتاكيد السيدة ليلى بن على فى كلمة الافتتاح على ضرورة ان تقوم خطة المنظمة 2008-2012 على دمج المراة العربية في المسيرة التنموية للاقطار العربية كما ابرزت الحرص على مواصلة البحث والاستنباط لوضع برامج تعالج القضايا التنموية وتاخذ في الاعتبار دور المراة في تحقيقها والاستفادة منها. ويؤكد اجماع المشاركين على موضوع المؤتمر الثالث للمنظمة /المراة العربية شريك اساسي في مسار التنمية المستدامة/ ما يكتسيه هذا المفهوم من اهمية لدى المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية على اعتبار ان ابعاد التنمية المستدامة لا تقتصر على الجوانب البيئية بل تجعل من النمو وسيلة للتضامن الاجتماعي واطارا لتكريس خيارات اجتماعية وثقافية واقتصادية تقوم على مبدا الشراكة والمساواة والعدالة بين الاجيال وبين الجنسين. كما تكمن اهمية مقترح الرئاسة التونسية فى ما تتيحه هذه المسالة من قاعدة لحوار الشعوب وحوار الثقافات لا سيما مع تطور مكانة المراة وارتقائها الى مرتبة الشريك الاساسي الفاعل في عملية التنمية. ويندرج اعتماد هذا المحور لاشغال المؤتمر الثالث ضمن الحركية الملموسة التي تشهدهاالمجتمعات العربية في هذا الاتجاه خاصة مع انشاء منظمة المراة العربية في مارس 2003 وتاكيد الدراسات واللقاءات المنعقدة في اطارها على مزيد التعمق في القضايا المتصلة باوضاع المراة العربية. ويتوافق ايضا مع الظرفية الدولية التي ستتميز سنة 2010 بمتابعة مسار النهوض بالمراة في اطار بيكين زايد 15 بما يتيح الفرصة المتجددة لتناول هذه القضايا من منظور تنموى استراتيجي عادل ومستدام. وفى نفس السياق يمثل اقرار المجلس الاعلى احداث لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني تكريسا للتضامن بين النساء العربيات وتفعيلا لدور منظمة المراة العربية في النهوض باوضاع المراة واسهامها في حماية المراة المتضررة من النزاعات المسلحة. وهو قرار جاء ليجسم الدعوة التي تقدمت بها السيدة ليلى بن على في المؤتمر الثاني لمنظمة المراة العربية ابو ظبي نوفمبر 2008 الى احداث هذه اللجنة لتكون رافدا للجهود العالمية والاقليمية والوطنية الهادفة الى الدفاع عن القانون الدولي الانساني والحث على احترامه ونشر ثقافته لفائدة المراة. ويأتي تثمين الدول العربية الاعضاء بالمنظمة لمقترحات تونس ليؤكد مجددا التقدير العربي والدولي الذى تحظى به المقاربة التونسية في مجال النهوض بمكانة المراة وتفعيل دورها في المجتمع وحرصهاعلى الدفع بمسار التطوير والتحديث بالمجتمعات العربية ودعم انخراطها في التوجهات الدولية لحقوق المراة. كما شهد هذا الاجتماع الاعلان عن انضمام جمهورية العراق الى منظمة المراة العربية ليرتفع العدد الى 16 عضوا. وقد لاقت هذه العضوية ترحابا خاصا من قبل السيدة ليلى بن علي التي اعربت بالمناسبة عن تطلعها الى انضمام بقية الدول العربية من اجل دعم رسالة المنظمة الرامية لخدمة المراة والارتقاء بها. وقد تميز الاجتماع الرابع للمجلس الاعلى لمنظمة المراة العربية بمشاركة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية بدولة الامارات العربية المتحدة وصاحبة السمو الملكي الاميرة للا سلمى عقيلة الملك محمد السادس عاهل المغرب والسيدة أمينة عباس /أم مازن/ قرينة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويشار الى أن تونس قد احتضنت منذ يوم الاحد 21 جوان اجتماعات تمهيدية لهياكل المنظمة نظرت في تطورات برامج العمل والمشاريع المستقبلية وهي الاجتماع الثامن عشر للجنة المكتب والاجتماع غير العادى السابع للمجلس التنفيذي.