القصبة 27 جوان 2009 (وات) اشرف السيد محمد الغنوشي الوزير الاول يوم السبت بقصر الحكومة بالقصبة على الاجتماع الاول للهيئة رفيعة المستوى للعلوم والتكنولوجيا وذلك بحضور عدد من اعضاء الحكومة وثلة من الكفاءات الوطنية في الميادين ذات العلاقة فى تونس والخارج. واكد الوزير الاول ان هذه الهيئة التي اذن الرئيس زين العابدين بن علي باحداثها تندرج في اطار الحرص على تعزيز الانشطة ذات التكنولوجيا العالية والدقيقة /هايتاك/ وهي تستند الى شبكة من الكفاءات الوطنية للمساعدة على ضبط استراتيجية متكاملة تتيح الاستفادة المثلى من طاقات ومؤهلات خريجي الجامعات في القطاعات العلمية والتكنولوجية لا سيما وان عددهم يتطور باطراد 60 الف متخرج سنويا كما يمثلون حوالي 55 بالمائة من الطلبات الاضافية السنوية على سوق الشغل. ولاحظ انه يتم تشغيل 35 الف متخرج في السنة وتحقيق الاستفادة من كفاءتهم في مختلف الاختصاصات بما في ذلك القطاعات ذات المحتوى التكنولوجي العالي والمتوسط مشيرا الى ان 23 بالمائة من مجموع الانشطة الاقتصادية هي ذات محتوى معرفي عال. وبين ان النهوض بالقطاعات ذات المحتوى المعرفي العالي وذات التكنولوجيا الرفيعة يستوجب وضع خطة متكاملة تقوم على ثلاثة عناصر اساسية تتمثل في توفير الموارد البشرية المختصة وارساء بنية اساسية ملائمة واقرار سياسة تحفيزية مناسبة. ففى ما يتصل بالموارد البشرية اوضح السيد محمد الغنوشي ان ارساء الانشطة ذات المحتوى التكنولوجي الرفيع يستدعي بالضرورة تعزيز الاختصاصات العلمية والتكنولوجية والترفيع في طاقة التكوين في المجالات الهندسية وهو ما تم الحرص على توفيره من خلال احداث ثلاث مدارس جديدة عليا في القطاعات غير الفلاحية بما سيرتقي بعدد خريجي الهندسة من 4500 سنة 2008 الى 7000 سنة 2011. واضاف ان هذا المجهود لا يقتصر على المجالات الهندسية فحسب بل يمتد ليشمل كل الاختصاصات العلمية والتكنولوجية بما من شانه ان يدعم اقتصاد المعرفة والانشطة ذات المحتوى التكنولوجي العالي. وبالنسبة الى البنية الاساسية التكنولوجية ابرز الوزير الاول الحركية الهامة التي تشهدها تونس على مستوى تحديثها وتعصيرها وهو ما يتجلى بالخصوص في قرار رئيس الدولة احداث عدد من الاقطاب التكنولوجية وتهيئة مناطق تكنولوجية جديدة الى جانب المشروع الاستثمارى الكبير الذى يعتزم احد المستثمرين الخليجيين بعثه في تونس والمتمثل في /مدينة اتصالات/ متخصصة في الانشطة ذات التكنولوجيا العالية. واشار السيد محمد الغنوشي الى ان ارساء بنية تكنولوجية عصرية شمل في السنوات الاخيرة مختلف جهات البلاد عبر انجاز اقطاب صناعية وتكنولوجية بهدف توفير ارضية ملائمة لاستقطاب المشاريع الاستثمارية ذات التقنية الرفيعة مذكرا بالخصوص بالبرنامج الرامي الى ربط مختلف المناطق بشبكة الالياف البصرية لتامين التدفق العالي بشبكة الانترنات ودخول مشغل ثالث للهاتف القار والجوال من الجيل الثاني والجيل الثالث. وبين في ما يتعلق بالسياسة التحفيزية ان قانون الاستثمار في تونس يوفر عديد الحوافز لفائدة الموءسسات الناشطة في هذا المجال على غرار اقرار الاعفاء التام من الاداء على المرابيح بالنسبة الى الموءسسات المصدرة كليا وامكانية حصولها على دعم في مجال التكوين التكميلي لفائدة اعوانها واطاراتها وهو ما يفسر تنامي عدد هذا الصنف من الموءسسات في السنتين الاخيرتين والتي تشغل بالاساس مهندسين وفنيين سامين بما من شانه ان يجعل من تونس قاعدة للانتاج في صناعة الذكاء. واوضح الوزير الاول ان السنوات الاخيرة تميزت ببروز قطاعات جديدة وواعدة في تونس على غرار الصناعات الكهربائية والميكانيكية التي اصبحت تضاهي في قيمتها صناعة النسيج والملابس الى جانب صناعة مكونات الطائرات التي تندرج بدورها في اطار الصناعات التكنولوجية عالية الدقة مشيرا الى ان الاتفاقية الاخيرة التي ابرمتها تونس مع شركة صناعة الطائرات /ارباص/ من شانها ان تنعكس ايجابيا على مستوى تطور هذا الصنف من الانشطة في البلاد. واضاف ان تونس بصدد انجاز خطة عمل بالتعاون مع مكاتب دراسات مختصة ذات صيت عالمي من اجل احكام السياسة الوطنية في مجال جلب الباعثين والمستثمرين الاجانب في القطاعات ذات التكنولوجيا العالية والدقيقة وبالتالي تحقيق النقلة النوعية المنشودة في هذا الاتجاه داعيا الى التركيز في الفترة القادمة على تعزيز المحتوى التكنولوجي العالي بهدف الارتقاء بنسبة النمو الى 7 بالمائة وتلبية كافة الطلبات الاضافية لحاملي الشهادات العليا. ولاحظ الوزير الاول ان الهيئة رفيعة المستوى للعلوم والتكنولوجيا ترمي الى بلورة استراتيجية متكاملة للنهوض بمختلف المجالات التكنولوجية في تونس في اطار نظرة علمية ترتكز على بعث عدد من المشاريع في الفترة القادمة خاصة في مجال التكنولوجيات الحديثة للاتصال والمعلومات والبيوتكنولوجيا والصحة والالكترونيك والصناعات الغذائية. واكد ان الرئيس زين العابدين بن علي يعول على هذه اللجنة وعلى ما يحدو اعضاءها من روح وطنية عالية وحرص على الاسهام في دفع مجهود التنمية في البلاد لتسريع الخطى على درب الارتقاء بتونس الى مرتبة الدول المتقدمة وجعلها قاعدة لصناعة الذكاء.