تونس 9 ماي 2010 (وات)- جرت كامل يوم الأحد عمليات الاقتراع للانتخابات البلدية 2010 فى أجواء إيجابية أثبتت بشهادة الأطراف المشاركة والملاحظين الأجانب ما بلغه المجتمع التونسي من نضج فى مستوى الممارسة الديمقراطية السليمة، ومن تشبع بقواعد المنافسة الشريفة وبأصول التعامل الحضاري فى نطاق الالتزام الكامل بمقتضيات القانون. وأكد سير العملية الانتخابية بمختلف ولايات الجمهورية فى هذا الاطار، مجددا الحرص الثابت للرئيس زين العابدين بن علي على أن تكون حرية المواطن في اختيار ممثليه بالمؤسسات المنتخبة ترجمة اصيلة لتعددية المشهد السياسي الوطني وثرائه. وقد كرس الإقبال الكبير للمواطنين من مختلف الأجيال ولا سيما الشباب من الجنسين، الوعي بأهمية هذا الرهان الانتخابي الجديد لاختيار 4478 مستشارا في 264 بلدية تعدها البلاد التونسية. وهي أهمية ترجمتها النسبة المرتفعة للمشاركة التي بلغت 80 فاصل 84 بالمائة قبل ساعتين من غلق مكاتب التصويت، كمؤشر قوي على مدى الثقة بصندوق الاقتراع، وعلى مصداقية العملية الانتخابية التي استوفت كامل شروط الشفافية والالتزام بمقتضيات المجلة الانتخابية وسادها التنافس النزيه بين الأحزاب الستة المترشحة والقائمات المستقلة. كما تؤكد نسبة المشاركة العالية الإيمان القوي في أوساط التونسيين بجدوى العمل البلدي كفضاء للمشاركة المباشرة فى تسيير الشأن العام، فى دلالة أخرى على حيوية الحياة السياسية وعلى الحركية النشيطة التي أصبحت تميز سائر فضاءات الحريات السياسية والفكرية فى تونس. فقد أتاحت حملة الانتخابات البلدية لمختلف المترشحين وعلى امتداد ستة أيام، فرصة عقد اجتماعات عامة مع مناضلي أحزابهم وأنصارهم والالتقاء بالمواطنين والإنصات إلى مشاغلهم وآرائهم، فضلا عما نقلته مختلف وسائل الإعلام الوطنية من مقاربات فى اطار من التنوع وقبول الرأي والرأي الآخر، وفى نطاق الانتماء الواجب للوطن والولاء لتونس دون سواها. وكان هذا التمشي محل تثمين من الاحزاب السياسية المترشحة لانتخابات ماي 2010 ومن الملاحظين الأجانب الذين توافدوا على تونس بهذه المناسبة لمتابعة سير العملية الانتخابية والوقوف على ما سجلته البلاد من تقدم في مجال المشاركة السياسية. وسجلت مختلف الأحزاب بارتياح الظروف التي جرت فيها العملية الانتخابية مؤكدة أن مشاركتها في هذه المحطة السياسية الجديدة تنبع من إيمان عميق بأن صناديق الاقتراع هي السبيل لتأصيل الديمقراطية وتثبيت التعددية. كما أبدى الملاحظون الأجانب، لدى زيارة عديد المكاتب بمختلف جهات البلاد ارتياحا كبيرا لمستوى المشاركة فى الانتخابات البلدية 2010 وما وفرته السلط المعنية من مستلزمات لإحاطتها بأسباب النجاح، وما ميزها بالخصوص من إقبال للشباب من الفتيان والفتيات للقيام بالواجب الانتخابي. ويأتي نجاح تونس فى تنظيم هذه الانتخابات تواصلا مع نجاحاتها فى المحطات السياسية السابقة، ومن بينها بالخصوص الانتخابات الرئاسية ليوم 25 أكتوبر 2009 ، بأن جمعت كلمة التونسيين حول الرئيس زين العابدين بن علي، وحول مشروعه الحضاري الذي جعل من الارتقاء بمستوى العيش وتحسين نوعية الحياة من أسمى أهداف برنامجه للمرحلة القادمة، تعزيزا لمقومات الكرامة وعوامل الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي.