نابل 17 ماي 2010 (وات)- -مساهمة في الاحتفال بشهر التراث نظمت جمعية صيانة مدينة نابل الاحد بمقر الجمعية بفضاء سيدي علي عزوز "يوم الفخار الفني بنابل". وشكل هذا اليوم التنشيطي المتميز الذي انتظم بمشاركة عدد من طلبة الفنون الجميلة من تونس وقابس وجندوبة ونابل الى جانب الحرفيين والتلاميذ والمولعين بالصناعات التقليدية مناسبة للتعمق في اختصاص زخرفة الفخار واصوله وتقنياته. وياتي تنظيم هذه التظاهرة في اطار الانشطة التي دابت على اقامتها الجمعية في المحافظة على الموروث التاريخي العريق لمدينة نابل عاصمة الخزف التي كانت في القرن التاسع عشر ميلادي مركزا مزدهرا في حرف الفخار بنوعيها "الشواط" وهو الفخار غير المزين و"المطلي" والذي يتم تزيينه بالاصفر والاخضر والبني. وقد ساعدت التاثيرات القادمة من الحاضرة تونس ومن وراء البحر الابيض المتوسط في اواخر القرن التاسع عشر على تطوير اختصاص حديث يعرف بالخزف الفني. وقد برع في هذا الاختصاص جيل من الخزفيين الذين رسموا سمات "الخزف الفني النابلي" ولاسيما خلال النصف الاول من القرن العشرين. ومثل يوم "الفخار الفني بنابل " من خلال الورشات التي تم تنظيمها مناسبة لمزيد التعريف بخصوصيات زخرفة الخزف النابلي وانواعها ومراحلها. ويعتمد الحرفيون في زخرفة الخزف النابلي بالخصوص تقنية "البنسية" وهي زخرفة يدوية باعتماد الورق الشفاف المثقوب حيث يتولى الحرفي انجاز رسومه على ورق شفاف يتم ثقبه باتباع الرسم بثقب متسلسلة يجري نقلها على القطعة الخزفية عبر الورق الشفاف باستعمال الفحم المرحي. وبعد عملية التلوين يتم تغطيس القطعة الخزفية في طلاء بلوري ليقع طهيها في مرحلة اخيرة. اما التقنية الثانية للزخرفة في نابل فهي الزخرفة اليدوية المباشرة والتي تنطلق ب"التفيل" عبر تسطير اسطر متوازية ثم التقسيم وهي مرحلة تقسيم القطعة الخزفية بالقلم افقيا وعموديا ثم "الرشيمة" وهي مرحلة رشم الازهار والاوراق باتباع التقسيم ليتم في مرحلة ثالثة تزيين الرسوم وفي مرحلة اخيرة طهي القطعة لتثبيت الرسوم والالوان. وتم في اطار هذا اليوم التنشيطي تنظيم مائدة مستديرة اهتمت بتاريخ الخزف الفني خلال النصف الاول من القرن العشرين وساهمت في التعريف باصول الرسوم والالوان ورموزها. ويتميز الاسلوب الفارسي وهو النموذج النباتي بتشابك الاغصان اما الاسلوب العثماني فهو الذي يعتمد الزهور ولاسيما زهرة القرنفل ويرتكز اسلوب القلالين على الرسم الداكن على الخلفية البيضاء. ويقوم الاسلوب النابلي على تطوير تقنية المطلي العربي باعتماد الاخضر والاصفر والبني باضافة الوان جديدة لزخرفة القطع الخزفية وخاصة منها اللون الازرق.