تونس 22 ماى 2010 (وات) احتضن قصر بلدية تونس يوم السبت ندوة دولية حول "مدينة أفضل وحياة أفضل مع تكنولوجيات المعلومات والاتصالات" التى تنتظم بالتعاون بين المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ومنظمة المدن العربية وبلدية تونس العاصمة. وتناولت الندوة التي شارك فيها عدد هام من الخبراء المختصين ومن ممثلي القطاع الخاص جملة من المحاور تتعلق ب "تطبيقات تكنولوجيات الاتصال والخدمات البلدية" و"تكنولوجيات الاتصال والمعلومات في خدمة التنمية المستدامة" و"تطويع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات لواقع المدن العربية". وأكد السيد محمد الناصر عمار وزير تكنولوجيات الاتصال لدى افتتاحه الندوة أن المقاربة التونسية تنبني في مجال إرساء مجتمع المعلومات على رؤية استشرافية للرئيس زين العابدين بن على ومنهج عملي يأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية والحضارية لتونس. وبين أن هذه المقاربة بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية جلبت الاحترام لتونس اذ صنفها تقرير منتدى دافوس الاقتصادي المخصص لتكنولوجيات الاتصال لسنتي 2009-2010 في المرتبة الأولى على الصعيد الافريقي و39 عالميا من جملة 133 بلدا وافرد تجربتها كأنموذج تنموي بمحور خاص. وأشار الوزير إلى أن هذه الندوة الدولية تأتى لإلقاء الضوء على موضوع تحول المدن نحو اقتصاد يعتمد على المعرفة في ظل متغيرات العولمة والثورة الرقمية التي تجتاح العالم وما حملته من أساليب ووسائل ومناهج عمل جديدة. وأوضح السيد محمد الناصر عمار ان تونس قطعت خطوات هامة فى مجال إرساء بنية اتصالية عصرية وتحسين الخدمات الادارية المسداة للعموم وتطوير مناهج واساليب العمل البلدي مؤكدا أهمية تطوير تطبيقات جديدة واستعمال طرق مستحدثة فى العمل البلدى على غرار مراكز النداء ومواقع الواب التفاعلية والجباية البلدية على الخط ومختلف الخدمات التى تقدمها البلدية عن بعد. وأكدت السيدة خديجة الغريانى الامينة العامة للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات من جهتها أهمية دور التكنولوجيات في الارتقاء بواقع المدن العربية من خلال اعتماد النظم الحديثة في التخطيط والتطور العمرانى والتوجه ضمن استراتيجية بناء مدن ذكية ورقمية جديدة ذات تقنية عالية للاسهام في تحقيق التنمية المستدامة واجتذاب الاستثمارات وتحقيق رفاه عيش المواطن. وأبرزت خصوصية التجربة التونسية في مسار تطويع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات لواقع المدن العربية حيث أنها تمكن من تجهيز 600 مدينة وموقع بكامل ولايات الجمهورية بمعدات الانترنات ذات السعة العالية وربط 50 منطقة اقتصادية وادارية بشبكة دولية من الالياف البصرية. وأشار السيد غسان السمان المشرف على التعاون الدولي والاتصال بمنظمة المدن العربية الى ما سجلته المدن العربية عموما من خطوات بارزة على طريق زيادة القدرة على موازنة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مع حاجاتها المستقبلية ملاحظا ان مدينة تونس العاصمة والمدن التونسية عامة سائرة بدورها على درب تكريس هذا النهج. ومن جهته ابرز السيد محمد الباجى بن مامى رئيس بلدية تونس شيخ المدينة الخطوات الهامة التي قطعتها تونس في مسار نشر الثقافة الرقمية وارساء مجتمع المعرفة تجاوبا مع رهانات التطور والحداثة.